أكدت ل«عكاظ» مصادر مطلعة في وزارة الشؤون الاجتماعية أمس، تشكيل لجنة ثلاثية للتحقيق مع عدد من المسؤولين في فرع وزارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة المدينةالمنورة، على خلفية وفاة معوق هرب من مركز التأهيل الشامل ووجدت جثته أمس في حفرة للصرف الصحي. وتوقعت المصادر، أن يطال التحقيق عددا من القيادات في فرع الوزارة، مشيرة إلى قرب صدور عدد من القرارات داخل فرع الوزارة ومنها مركز التأهيل الشامل، وذلك بعد صدور قرار وزير الشؤون الاجتماعية القاضي بتعيين ناصر الزروق الزهراني مديرا لمكتب الوزارة في المدينةالمنورة، مع الإبقاء على حاتم بري مديرا عاما لفرع الوزارة، ويأتي ذلك بعد تزايد عدد الوفيات من نزلاء المركز، ووصل إجمالي الوفيات في اقل من شهر إلى سبع وفيات، آخرها الحادثة الأخيرة، كما يشمل القرار نقل نحو 17 نزيلا من نزلاء المركز إلى مختلف مستشفيات المدينةالمنورة بعد تدهور حالتهم الصحية، إضافة إلى رصد عدد من الملاحظات في جولات ميدانية سابقة. ويتوقع أن تباشر اللجنة الثلاثية تحقيقاتها خلال مطلع الأسبوع المقبل، لرصد كافة المتغيرات التي شهدها مركز التأهيل الشامل خلال الفترة الماضية، والرفع بنتائج التحقيق لوزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين. وفي المقابل، رفض مدير عام فرع وزارة الشؤون الاجتماعية في منطقة المدينةالمنورة حاتم بري الرد على استفسارات «عكاظ» المتكررة، بهدف الوقوف على آخر المستجدات، مكتفيا بتصريحه السابق الذي ذكر فيه أن «جميع الوفيات طبيعية»، رافضا كل الاتهامات التي تشير إلى قصور في أداء العاملين داخل المركز، مؤكدا أن المركز يمتلك الكثير من الإمكانيات التي تؤهله إلى أن يكون في مصاف أفضل المراكز على مستوى الشرق الأوسط، وطالب من الجميع تحري الدقة في ما يتم تناقله عن مركز التأهيل الشامل في المدينةالمنورة. تصريح بري جاء مطابقا لما أوضحه المتحدث الرسمي لوزارة الشؤون الاجتماعية محمد العوض الذي أكد أن «جميع حالات الوفاة التي وقعت في مركز التأهيل الشامل بالمدينةالمنورة طبيعية». وأضاف «الوزارة تحقق في حالات الوفاة»، واستبعد أن تكون الوفاة ناتجة عن إهمال، أو نقص في الكوادر الطبية. إلى ذلك، أكد ل«عكاظ» مصدر موثوق في فرع وزارة الشؤون الاجتماعية بالمدينةالمنورة، نقل 17 نزيلا من نزلاء مركز التأهيل الشامل إلى عدد من مستشفيات منطقة المدينةالمنورة، وذلك بعد تدهور حالتهم الصحية، وأضاف المصدر: من ضمن المنقولين إلى المستشفيات عدد من نزلاء مركز تبوك، حيث شوهد نقلهم أكثر من مرة إلى مستشفيات المدينةالمنورة المختلفة. «عكاظ» تمكنت من الوصول إلى المهاجع الخاصة بنزلاء مركز التأهيل الشامل في المدينةالمنورة، حيث لوحظ تخصيص عامل واحد فقط لكل أربعة نزلاء، كما تم رصد عدد كبير من الأدوية التي تم نقلها من مركز التأهيل الشامل في تبوك إلى مركز المدينةالمنورة يتم تخزينها في «مستودع غير مجهز». وفي وقت سابق من أمس، أعربت وزارة الشؤون الاجتماعية عن بالغ حزنها لوفاة أحد أبنائها المعوقين بمركز التأهيل الشامل بالمدينةالمنورة أمس الأول، بعد أن تسلل هاربا من المركز حيث وجدت جثته صباح أول أمس وفق ما ذكرت الجهات الأمنية. ونقلت الوزارة على لسان وكيلها للرعاية الاجتماعية والأسرة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف أحر التعازي وأصدق المواساة إلى أهل وذوي المعوق المتوفى، مؤكدة في هذا السياق أن الوزارة هي من أهل وذوي المعوق المتوفى وأنه ابنها الذي احتضنته مثلما تحتضن ألوفا من المعوقين على امتداد خارطة الوطن، ساعية في كل جهة ومجال إلى تحقيق أرقى سبل الخدمة والعناية. وبين الدكتور اليوسف أن ملابسات الحادثة تعود إلى الرابعة وعشرين دقيقة من فجر السبت 5/7/1433ه، عندما دخل صهريج شفط إلى مركز التأهيل الشامل بالمدينةالمنورة من البوابة الجانبية، حيث تسلل المعوق من مهجعه المنوم به هاربا من البوابة التي دخل منها الصهريج. ويضيف: على الفور أبلغت إدارة المركز الجهات الأمنية، وجري تمشيط كامل للمنطقة، إلا أن موقع المركز الذي يتوسط منطقة محاطة بالمزارع أدى إلى عدم العثور عليه. وزاد: صباح أمس، تم إخبارنا عبر الأجهزة الأمنية بالعثور على الابن المعوق متوفى ولا نزال في انتظار تقرير الطبيب الشرعي الذي سيكشف عن أسباب الوفاة. وخلص الى القول: شكلت الوزارة لجنة عاجلة للتحقيق في الحادثة. من جهتها، أصدرت شرطة منطقة المدينةالمنورة أمس بيانا تفصيليا حول حادثة وفاة المعوق، وأوضح الناطق الإعلامي في شرطة المدينةالمنورة العقيد فهد بن عامر الغنام، أن بلاغا ورد إلى مركز شرطة الخالدية التابعة لشرطة منطقة المدينةالمنورة مفاده هروب نزيل من مركز التأهيل الشامل سعودي الجنسية في العقد الثاني من العمر يعاني من تخلف عقلي شديد وصمم وبكم هرب من مركز التأهيل الشامل في الرابعة وأربع وعشرين دقيقة من البوابة الجنوبية، وصباح الأحد تبلغ مركز شرطة الخالدية بوجود شخص متوفى وبالانتقال للموقع اتضح أنه في إحدى الحفريات الواقعة في طريق الملك عبدالله بن عبدالعزيز (الدائري الثاني) وبمعاينة الجثمان من قبل المختصين من الأدلة الجنائية والطبيب الشرعي اتضح أنها جثة النزيل الهارب، وترجح التحقيقات أن الوفاة نتيجة سقوطه من أعلى طريق الخدمة إلى داخل الحفرة، مشيرا إلى حفظ الجثمان في ثلاجة الموتى بمستشفى الملك فهد للكشف عليها من قبل الطبيب الشرعي وأحيلت الأوراق لهيئة التحقيق والادعاء العام. يذكر أن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة، كان قد وجه بتشكيل لجنة لزيارة المركز والرفع بتقرير عاجل عن عملية نقل نزلاء تبوك وسير العمل داخل المركز، حيث تكونت اللجنة من مدير خدمات المنطقة ومساعده ومندوب من صحة المدينةالمنورة ومدير المركز الطبي في مركز التأهيل الشامل في المدينةالمنورة.