في الوقت الذي أعطى فيه التراجع في أسعار النفط العالمية دفعة قوية للاقتصاد الأمريكي، بالتزامن مع عطلة أعياد الميلاد؛ يرى محللون أن ذلك التراجع سوف يؤثر سلبًا على مناطق أخرى بالعالم، منها 12 دولة من أعضاء منظمة "أوبك" ممن يعتمدون على النفط مصدرًا رئيسيًّا للدخل. وقال موقع "ديلي فينانس" الأمريكي إن المواطنين في المملكة والكويت والعراق، سوف يتأثرون بنسبة كبيرة؛ حيث قدرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الخسائر التي ستتكبدها دول "أوبك" في العام المقبل –باستثناء إيران- بنحو 257 بليون دولار. وهوت أسعار النفط إلى النصف تقريبًا خلال الأشهر الستة الماضية؛ إذ طغت زيادة إنتاج النفط الصخري الخفيف عالي الجودة في أمريكا الشمالية على الطلب. وكان من المتوقع من أوبك أن تتصدى لمشكلة هبوط أسعار الخام في اجتماع نوفمبر تشرين الثاني بتقليص الإنتاج، لكن منتجي النفط الخليجيين بقيادة السعودية، وقفوا في وجه دعوات بلدان أقل ثراءً في أوبك لتقليل المعروض، وشددوا على الحاجة إلى الحفاظ على الحصة السوقية للمنظمة. وصعدت أسعار النفط أثناء التعاملات الآسيوية، أمس الثلاثاء، بفعل توقعات لبيانات اقتصادية أمريكية قوية في وقت لاحق اليوم، وسط تداول ضعيف بسبب عطلة عامة في اليابان وبدء المتعاملين إقفال مراكزهم لعام 2014 قبل عطلات عيد الميلاد والعام الجديد. وقفزت عقود الخام الأمريكي الخفيف لأقرب استحقاق أكثر من دولار إلى 56.85 دولارًا للبرميل قبل أن تتراجع إلى 56.08 دولارًا. وارتفعت عقود خام القياس الأوروبي مزيج برنت 45 سنتًا إلى 60.56 دولارًا للبرميل.