قال الخبير الأمني بيتر بيرجن، إن كمّ المعلومات التي وفرها تقرير "أساليب الاستجواب" الذي اعتمدته الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد المشتبه بتورطهم في الإرهاب، كانت هي السبب وراء نجاح واشنطن في العثور على زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن قبل 3 سنوات، بعد 10 سنوات كاملة من المطاردة. وأضاف بيرجن خبير شؤون الأمن القومي لدى موقع CNN ومؤلف كتاب "10 سنوات من مطاردة بن لادن"؛ أن عملية إنهاء "أسطورة بن لادن" تمت بواسطة تعقب مقطع صوتي لشاب كويتي عام 2002 ثم إعادة التقاطه في مجاهل باكستان عقب ذلك ب8 سنوات كاملة. وأشار إلى أن الغريب في الأمر أن من قادوا المحققين إلى تعرُّف اسم صاحب المقطع الصوتي -تبين فيما بعد أنه خادم بن لادن أحمد الكويتي- معتقلون مشتبه بانتمائهم إلى القاعدة، اعترفوا بذلك قبل البدء باستخدام برنامج الاستجواب القاسي. وذكر بيرجن الذي يعمل أستاذًا بجامعة ولاية أريزونا، أن الأكثر مفارقةً في المعلومات التي أوردها التقرير أن عددًا ممن خضعوا لبرنامج الاستجواب القاسي على أيدي محققي وكالة الاستخبارات المركزية، أدلوا بمعلومات مضللة وغير صحيحة لإبعاد المحققين عن بن لادن، وقللوا من أهمية خادمه الكويتي الذي تبين لاحقًا أنه كان المفتاح الأبرز في مسلسل تعقب زعيم القاعدة. أجاثا كريستي وتابع بيرجن أن توافر المعلومات التي تضمنها تقرير التعذيب الربط المنطقي لكمّ المعلومات الاستخباراتية التي تم تحليلها بأسلوب قصص الروائية الشهيرة أجاثا كريستي لتقود في النهاية إلى قتل بن لادن. ويشير التقرير إلى أن أحمد الكويتي كان على اتصال بمهندس "11 سبتمبر" خالد شيخ محمد، الذي كان أشرس معتقل في وجه أساليب الاستجواب القاسي؛ وذلك بعد تعقب مراسلات إلكترونية واتصالات هاتفية عام 2002، حسب موقع سي إن إن الأمريكي. وما جعل تلك المعلومة ثمينة جدًّا أنّ ذلك المقطع الصوتي الذي تم تعقبه بين الرجلين منذ 2002، توافق مع صوت تم التقاطه في باكستان عام 2010 ليتبين للمحققين أن أحمد الكويتي هو صاحب الصوت، وأنه يوجد حول منطقة أبوت أباد. أما كيف جمع المحققون المعلومات حول الكويتي فتعود إلى 2002؛ عندما وفّر 4 معتقلين كان يجري استجوابهم من قبل حكومات أجنبية، معطيات حول سنه وشكله وأسرته، وهي معطيات كانت متوافرة حتى قبل أن يصل اسمه إلى محققي وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية. مكالمة هاتفية بعد أن تنبهت الاستخبارات المركزية إلى أن الكويتي ربما سيكون صيدًا ثمينًا وأنه يستحق التعقب، وفّر لها جهاز استخبارات أجنبي اسمه الحقيقي عام 2007؛ فاسمه الحقيقي هو إبراهيم سعيد أحمد، وطوال 3 سنوات سيكون على وكالة الاستخبارات أن تعثر عليه من بين 180 مليونًا يعيشون في باكستان وليس من وسيلة ممكنة للبدء بالرحلة المضنية سوى تعقب المكالمات الهاتفية ومقارنتها بالمقطع الذي تملكه منذ ما يزيد عن 8 سنوات. وفي أواخر 2010، تلقى الكويتي اتصالاً من أحد أصدقائه القدامى في الخليج كان تحت مراقبة وكالة الاستخبارات الأمريكية. سوزوكي بيضاء وفي أغسطس 2010، نجح متعاون باكستاني مع وكالة الاستخبارات المركزية في العثور على الكويتي في مدينة بيشاور المكتظة التي أسس فيها بن لادن تنظيم القاعدة قبل أكثر من عقدين. وأبلغ الباكستاني محققي وكالة الاستخبارات المركزية بأنّ الكويتي يستخدم سيارة سوزوكي بيضاء وخلفها إطار عجلة احتياطي، وعندما كان في طريق العودة كانت عيون المحققين تتعقبه داخل السيارة وهي تتهادى طوال ساعتين نحو الشرق؛ حيث يقع مجمع بن لادن. وبوصول المحققين إلى هناك، كان أول ما استرعى انتباههم انعدام التغطية الهاتفية وعدم وجود إنترنت فيها؛ ما كان يعني أن ساكن المجمع لا يرغب في أن يكون مكشوفًا. إثر ذلك، خلص عدد من مسؤولي وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية إلى قناعة فحواها أن أسامة بن لادن نفسه يعيش في هذا المكان، وبالطبع كانوا على حق.