ذكر تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي، أمس الثلاثاء (9 ديسمبر) أن معلومات قيمة حصلت عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي أي إيه" من أحد المعتقلين عقب أحداث 11 سبتمبر 2011 ، وهو القيادي بالقاعدة حسن غول، هي التي قادت إلى مرسال بن لادن أحمد الكويتي والذي قاد إلى مخبأ زعيم تنظيم القاعدة الراحل، وذلك دون استخدام أساليب تعذيب ضد مصدر المعلومات، في حين قام الذين تعرضوا للتعذيب بتضليل المخابرات الأمريكية. وأضاف القرير الصادر بشأن استجواب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، لمشتبه بهم عقب أحداث 11 سبتمبر، أن استخدام التعذيب في استجواب المعتقلين، لم يكن وراء نجاح القوات الأمريكية في قتل زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن،وفقا لوكالة أنباء الأناضول. كما أكد التقرير عن أن المعلومات التي حصلت عليها "سي أي إيه" حول بن لادن أو أحمد الكويتي جاءت قبل استخدام الوكالة لأساليب استجواب مع المعتقلين وصفها التقرير بأنها "وحشية". وتضمن برنامج الاستجواب الذي تبعته وكالة ال "سي أي إيه" عدد من أساليب التعذيب أبرزها، الإيهام بالغرق، والصفع، والتهديد بالكهرباء، الحرمان من النوم، والتهديدات بالاعتداءات الجنسية، والإذلال. وقال التقرير إن المعتقلين الذين تعرضوا لبرنامج التعذيب قاموا بحجب وفبركة بعض المعلومات بشأن الكويتي. ولفت التقرير إلى أن "الغالبية العظمى من المعلومات الاستخباراتية الدقيقة حول الكويتي تم جمعها أيضاً من "مصادر وأساليب استخباراتية أخرى لا علاقة لها بالمعتقلين، تتضمن مصادر بشرية والشركاء الأجانب". وقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة السابق، المتهم بالتخطيط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، في مايو 2011 في باكستان في عملية اقتحام لمخبأه والتي أشرفت عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية ونفذها الجيش الأمريكي. وأوضح تقرير مجلس الشيوخ بشأن استجواب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، لمشتبه بهم عقب أحداث 11 سبتمبر2011 أن الوكالة قدمت، بعد إفادة وزير الدفاع الأسبق بانيتا بيوم واحد،رسم بياني يوضح عدد المعتقلين في محبسها ممن قدموا معلومات ومتى، حيث أوضح الرسم البياني بأنه نحو 12 معتقل قدموا أفضل المعلومات دون أن يذكر أن نحو 5 من هؤلاء المعتقلين قدموا معلوماتهم قبل أن يكونوا في محبس ال "سي أي إيه". في المقابل، قال التقرير إن "بعض أهم المعلومات المتعلقة بمكان أسامة بن لادن حصلت عليها وكالة ال"سي أي إيه"، من حسن غول (قيادي بارز في تنظيم القاعدة)، قبل أن يتعرض لأساليب برنامج الاستجواب الذي ابتعته الوكالة"، مكذباً ما قالته "سي أي إيه" لوزارة العدل عام 2005 بأن المعلومات الأساسية التي قدمها غول جاءت بعد استخدام برنامج الاستجواب والذي تتبع فيه أساليب للتعذيب. ووفق ما نقله التقرير فإن اعتقال غول للمرة الأولى يرجع إلى عام 2004 بموقع الاحتجاز "كوبالت"، حيث كان يغني مثل الطيور (دليل على حالته النفسية الهادئة)، بحسب مسؤول ب"سي أي إيه" مطلع على الاستجوابات الأولية هناك. كما كان غول منفتحا على الفور، ومتعاوناً منذ البداية، وأعطى معلومات جرى تضمينها في 21 تقرير استخباراتي في يومين. ووثق تقرير مجلس الشيوخ التحول الذى جرى بعد ذلك مع غول، عندما أخذ إلى موقع احتجاز ال"سي أي إيه"، وتعرض للحرمان من النوم لمدة 59 ساعة وشكا من هلاوس وألم كبير. ووفق ما أورده التقرير فإن الرد على غول كان : "ذلك (ما يتعرض له) طبيعيا، وأنه سينتهي عندما يتم التأكد من أنه يقول الحقيقية (حول بن لادن)".