فرضت قبائل عشائرية في محافظة الأنبار (غرب العراق) حالة الاستنفار العام بالمحافظة ضد داعش على خلفية إعدام التنظيم المئات من أبناء عشيرة "البونمر"، خلال الأيام القليلة الماضية. وقال الشيخ رافع عبد الكريم الفهداوي، شيخ عشائر البوفهد وأحد زعامات العشائر التي تصدت للتنظيم المتطرف، بمؤازرة القوات العراقية، إن هذه المجزرة أوجدت رأيًا عامًا مشحونًا بالغضب في عموم محافظة الأنبار، ولدى كل عشائرها. "الفهداوي" أضاف أن الآلاف من أبناء العشائر، بمن فيهم المهجّرين، بدأوا بالعودة إلى مناطقهم والالتحاق بمراكز التدريب "من أجل بدء مرحلة إخراج (داعش) من المحافظة، وبالتنسيق مع الجيش والشرطة"، بحسب ما نشرته "الشرق الأوسط"، الاثنين (3 نوفمبر 2014). من ناحية ثانية، قال الشيخ نعيم الكعود، أحد شيوخ عشيرة البونمر، إن "(داعش) قتل المزيد من أبناء العشيرة، بمن فيهم 50 نازحا، أول أمس. وفي واقعة منفصلة، أعلن مصدر أمني عن "العثور على 35 جثة في مقبرة جماعية". يأتي هذا بالتزامن مع ما كشفه مسؤولون استخباراتيون وآخرون معنيون بشؤون الإرهاب عن تدفق ما يزيد على ألف مقاتل على أرض سوريا كل شهر، في إشارة إلى عدم تغير معدل تدفق المقاتلين على الرغم من الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي ضد "داعش" والجهود المبذولة من جانب الدول الأخرى لمنع مواطنيها من الانضمام إلى صفوف التنظيم. ووفقًا لما ذكره مسؤول أمريكي استخباراتي: "لا يزال يشق المقاتلون طريقهم إلى سوريا، ولذا يستمر عددهم الإجمالي في الازدياد". ورغم ذلك، حذر مسؤولون أمريكيون من تباطؤ في العمل الاستخباراتي. وتنظر وكالة الاستخبارات المركزية ووكالات استخباراتية أخرى في الأمر، مما يعني إمكانية استغراق الأمر أسابيع حتى يصبح هناك تغيير واضح. ويشير الاتجاه السائد على مدى العام الماضي، إلى أن إجمالي عدد المقاتلين الأجانب في سوريا يتجاوز 16 ألف شخص بوتيرة لم يشهدها أي نزاع مماثل على مدار العقود الأخيرة، بما في ذلك الحرب في أفغانستان في الثمانينيات.