فرضت الأحداث المتلاحقة في سورياوالعراق بعد تمدد خطر تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميًّا باسم "داعش" على الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا أن يصبحوا في خندق واحد مع حزب العمال الكردستاني الذي يصفونه بالإرهابي. وحزب العمال الكردستاني أخذ صفة "الإرهابي" من هذه الأطراف الثلاثة لقيامه بتمرد مسلح على أنقرة منذ 3 عقود في مناطق بشمال شرق تركيا ينادي باستقلالها. غير أن الحزب لعب دورًا حاسمًا في الحد من تقدم مقاتلي "داعش" في العراق. ويرتبط الحزب الكردي بعلاقات تاريخية وعرقية مع إقليم كردستان بشمال العراق، والذي شهد تهديدًا واسعًا من "داعش"، خاصة بعد استيلاء الأخير على بعض المناطق بالإقليم، من بينها مدينة مخمور قبل طرده منها. وقال روجهات، وهو مقاتل في الحزب، متحدثًا من سرير في مستشفى بمدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان: "ستستمر هذه الحرب إلى أن نقضي على الدولة الإسلامية". ويسلط دور روجهات الضوءَ على التحدي الذي يمثله حزب العمال الكردستاني بالنسبة لأنقرة التي لا تزال تعتبره إرهابيًّا لكنها تشعر بتهديد خطير من "داعش"، خاصة أن تركيا تشترك في الحدود مع سورياوالعراق. من ناحيته، قال صادق جويي، القيادي في حزب العمال الكردستاني إن "الأمر لا يتعلق بمخمور (مدينة مخمور).. وإنما يتعلق بكردستان، ويقصد بذلك الأراضي التي يعيش فيها الأكراد في سوريا وإيران وكذلك في تركياوالعراق"، وفق ما نقلته وكالة "رويترز" مساء الخميس (21 أغسطس 2014). وأضاف: "الدولة الإسلامية خطر على الكل.. لهذا يجب أن نقاتلها في كل مكان". وكانت جماعة مرتبطة بحزب العمال هي وحدات حماية الشعب قد أقامت منطقة شبه مستقلة في شمال شرق سوريا، ونجحت في التصدي لمقاتلي "داعش" الذين أعلنوا خلافة على الحدود مع العراق. وحين سيطر المقاتلون الإسلاميون على مواقع للبشمركة في شمال غرب العراق لم يتوانَ مقاتلو وحدات حماية الشعب عن عبور الحدود من سوريا، وإجلاء الآلاف من أبناء الأقلية اليزيدية الذين تقطعت بهم السبل على جبل بلا ماء ولا زاد. وقال حسين (26 عامًا): "حزب العمال الكردستاني هو بطلنا"، وحسين واحد من مئات اليزيديين الذين دربهم مقاتلو وحدات حماية الشعب في معسكرات داخل سوريا لقتال "داعش". ويقول قياديون في حزب العمال الكردستاني إنه تم إرسال مقاتلين إلى خط الجبهة في مدينتي كركوك وجلولاء أيضًا. وامتنعوا عن ذكر أرقام، وكان من الصعب التحقق من روايتهم نظرًا لشراسة القتال. واشتراك حزب العمال الكردستاني في المعركة له عواقب على تركيا والمجتمع الدولي الذي يضغط الحزب عليه لإسقاط وصمة الإرهاب عنه. وتعليقًا على ذلك قال دبلوماسي أوروبي في أنقرة إن حزب العمال الكردستاني سيرى أن أفعاله بالعراق وبخاصة المساعدة في حماية أبناء الطائفة اليزيدية ستعطيه دفعة دبلوماسية لإقناع الاتحاد الأوروبي برفعه من قائمة الجماعات الإرهابية. غير أنه استدرك بقوله: إن الأمر يتطلب موافقة تركيا على ذلك.