وجهت وزارة الشئون الإسلامية رسالة شديدة اللهجة لمنسوبيها من الخطباء والدعاة الذين لا يترجمون توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في التبصير بحقيقة الجماعات الإرهابية وأبعاد مخططاتها على أرض الواقع، في خطبهم ومواعظهم. ويأتي هذا على خلفية انتقاد خادم الحرمين الشريفين في خطابه الجمعة الماضية "كسل وصمت المشايخ" عن القيام بأدوارهم المطلوبة منهم في هذا الصدد، فيما يُنتظر أن يبدأ الخطباء بتفعيل توجيهات الملك اعتبارا من الجمعة المقبلة. وقال وكيل وزارة الشئون الإسلامية لشؤون الأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق السديري لصحيفة "الوطن" الصادرة الاثنين (4 أغسطس 2014): إن الوزارة لن تعذر أحدا بعد اليوم عن القيام بدوره ومسؤولياته. وليس هناك إيضاح أكثر من إيضاح خادم الحرمين الشريفين"، في إشارة إلى عدم الحاجة لقيام الوزارة بالتنبيه على الخطباء والدعاة بالتفاعل مع دعوة الملك. وعن لوم خادم الحرمين لبعض المشايخ على "صمتهم" علق السديري بأن الكلمات التي خرجت من الملك "أتت من قلب قائد عظيم يحمل هم أمته ودينه ووطنه في وقت أحوج ما نكون فيه إلى مثل هذا التوجيه الصادق المخلص"، خاصة مع تلك المخاطر التي تحدق بالإسلام والمسلمين. ونبه وكيل وزارة الشؤون الإسلامية العلماء وطلبة العلم والدعاة من أن خادم الحرمين الشريفين وضعهم أمام مسؤوليتهم للقيام بواجبهم تجاه دينهم أولا ثم وطنهم، وأمام الميثاق الذي أخذه الله على أهل العلم لقاء ما فضلهم به من حمل لميراث النبوة الذي يقابله واجب ومسؤولية عظمى سيسألهم الله عنها". وأضاف السديري "ويذكرني حث الملك عبد الله بن عبد العزيز لأهل العلم بعدم الكسل وعدم الصمت بكلام الخليفة الراشد الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه للمسلمين الذين كانوا معه في قتال الخوارج: عجبت لكسلكم في الحق ونشاط عدوكم في الباطل". وجاء في كلمة خادم الحرمين التي وجهها للأمة الإسلامية والمجتمع الدولي الجمعة الماضية قوله: " من مهبط الوحي ومهد الرسالة المحمدية أدعو قادة وعلماء الأمة الإسلامية لأداء واجبهم تجاه الحق جل جلاله، وأن يقفوا في وجه من يحاولون اختطاف الإسلام وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف، والكراهية، والإرهاب، وأن يقولوا كلمة الحق، وألا يخشوا في الحق لومة لائم، فأمتنا تمر اليوم بمرحلة تاريخية حرجة، وسيكون التاريخ شاهدًا على من كانوا الأداة التي استغلها الأعداء لتفريق وتمزيق الأمة، وتشويه صورة الإسلام النقية".