لم تكد سلمى وزهراء, التوءمتان البريطانيتان من أصول صومالية تنتهيان من دراستهما المدرسية بنجاح باهر حتى اختفتا من منزلهما فجأة ليكتشف والدهما المكلوم أنهما فضلتا الالتحاق بشقيقهما المقاتل في صفوف المعارضة السورية عن استكمال دراستهما لتصبحا طبيبتين كما كانتا تحلمان. وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية نقلا عن الشرطة البريطانية أن التحقيقات الأولية أظهرت أن الفتاتين قامتا بمغادرة منزلهما في منتصف الليل لتستقلا طائرة متجهة لتركيا لتقوما بعد ذلك بعبور الحدود إلى سوريا. وقالت الشرطة إن الفتاتين فضلتا السير على خطى أخيهما الأكبر الذي ترك مستقبله الأكاديمي الباهر وسافر للالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" منذ عام مضى. ونقلت "الصحيفة" عن عدد من أصدقاء الفتاتين قولهم أنهما كانتا مراهقتين عاديتين ولا يبدو عليهما أي أثر من آثار التطرف بل كانتا تحبان التقاط صور السيلفي والذهاب للتسوق بالمحلات المحيطة بمحل سكنهما، وتريدان الذهاب لدراسة الطب مثل أختهما الكبيرة حفصة (25 عاما) التي ذهبت لدراسة الطب بإحدى الجامعات الدنماركية. وعلقت إحدى صديقات الفتاتين على الحادثة قائلة "لقد كانتا فتاتين مراهقتين عاديتين. كنت ألتقي بهما كثيرا في محلات التسوق" واستطردت قائلة "لقد كانتا زكيتين جدا, أنا حقا مصدومة". وأفادت الصحيفة :" العائلة الصومالية المكونة من 11 فردا عائلة محافظة ولا يبدو على أفرادها أي مظهر من مظاهر التطرف. وبحسب الجيران فإن الأب والأم كانا حريصين على عدم السماح لأطفالهما بالاختلاط بالأطفال الذين يلعبون في الشارع كما كانا حريصين على تعليم أولادهم عادات وتقاليد وتاريخ الصومال". وأشارت إلى أن الفتاتان كانتا ترتديان الحجاب منذ التاسعة من عمرهما، وأن والدهما, الذي يعمل واعظا بأحد المساجد القريبة من سكن العائلة حريص على نبذ جميع أنواع التطرف ومعارضة جميع أشكال العنف ضد الأفراد، مؤكدة أن هناك إجماعا ممن يعرفونه على أنه صاحب مذهب وسطي وأنه أصيب بالحزن الشديد بعد التحاق ابنه بداعش منذ عام مضى. وأعلنت الشرطة بعد قيامها بتفتيش ومصادرة أجهزة الحاسوب الخاصة بالفتاتين عدم وجود أي شيء يدعو للريبة أو أي دليل يساعدهم للتعرف على كيفية قيام الفتاتين بالاتصال بداعش ومن أين أتيتا بالأموال المطلوبة للسفر. ويخشى مسؤولون من قيام داعش بتمويل سفر الفتاتين بهدف تزويجهما لمقاتلي التنظيم، بحسب الصحيفة. شاهد الفيديو :