قال باحث أمريكي إنه بالرغم من المخاطر التي يشكلها تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميًا باسم "داعش" على منطقة الشرق الأوسط بوجه عام وعلى الدول المجاورة للعراق وفي مقدمتها السعودية بوجه خاص إلا أن الفائدة الوحيدة التي جنتها المملكة من "داعش" هي إعادة هيمنتها على سوق النفط العالمي. وبحسب مقالة ل"دايفد أندرو واينبرج"، العضو بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية (مؤسسة أمريكية غير ربحية) نشرته مجلة "فوربس" الأمريكية (الخميس 3 يوليو 2014) فإنه بعد ما بدأ إنتاج العراق من النفط يسجل تعافيا ملحوظا مكنها من الوصول للمرتبة الثانية بين الدول الأكثر إنتاجا للنفط الخام في العالم جاءت أزمة "داعش" لتعيق وصول بترول العراق للأسواق العالمية، ومن ثم وصلت نسب الفائض العالمي من إنتاج النفط لأدنى مستوياتها. وأشار إلى أن هذا الأمر دفع الرئيس الأمريكي باراك أوباما لأن يصرح بأن أهم أولويات الولاياتالمتحدة في الأزمة الحالية التي سببتها "داعش" هو "ضمان استعداد بعض الدول الأخرى المنتجة للبترول في منطقة الخليج لتعويض النقص الذي تعاني منه الأسواق العالمية". وعلق الكاتب على هذا قائلا: "ومن سيقوم بهذه المهمة غير السعودية؟"، معللا ذلك بأن السعودية هي الدولة الوحيدة القادرة على رفع إنتاجها على النحو المطلوب لتعويض النقص الشديد الذي تعاني منه الأسواق. وذكر أنه ليس من المستبعد بعد ما أظهرته "داعش" من حرص على تخريب البنية التحتية لخطوط إنتاج البترول بمنطقة شمال العراق الواقعة تحت سيطرتها وكذا تخريب كل مباني إنتاج الطاقة في المنطقة أن تحرص كذلك على توجيه ضربات قاصمة لخطوط إنتاج البترول في جنوبالعراق حيث يسيطر الشيعة على المنطقة الأكثر إنتاجا للبترول في العراق. ونقل الكاتب عن بعض المتخصصين قولهم إن مجرد نجاح "داعش" في قطع وصول ثلث إنتاج جنوبالعراق من النفط للأسواق العالمية كفيل بالقضاء على كل الفائض الذي شهدته تلك الأسواق في إنتاج النفط هذا العام. وعن تداعيات هذا، أشار إلى أنه قد يتسبب في حدوث ما تنبأت به مجلة "الإيكونوميست" الاقتصادية، وهو أن يصل سعر برميل النفط الخام ل 150 دولارا للبرميل. وأنهى الكاتب مقاله مؤكدا أن الاعتداء الأخير الذي شنته "داعش" على العراق جاء ليظهر بوضوح ضعف الولاياتالمتحدة نظرا لاعتمادها على الآخرين في توفير البترول الذي يعد السلعة الاستراتيجية الأهم لازدهار الحضارة الأمريكية وللحفاظ على سير عجلة الإنتاج بها.