ذكر موقع "بلومبرج" الأمريكي أن السعودية الآن أصبحت هي الأمل الأخير الذي تتعلق به الأسواق العالمية في محاولتها لإيجاد من ينقذها من أزمة نقص النفط التي تلوح في الأفق وذلك بعد إعلان وزراء جميع الدول الأعضاء بمنظمة الأوبك أن بلادهم لا تنوي رفع سقف الإنتاج لتغطية النقص الحالي الذي تعاني منه الأسواق العالمية. وبحسب الموقع، المعني بالشؤون الاقتصادية، فإن محللي الطاقة كانوا ينادون فقط قبل ستة أشهر من اليوم بأن السعودية ستحتاج في الفترة القادمة لأن تخفض إنتاجها من البترول لتعطي مساحة أكبر لغيرها من الموردين؛ نظرا لأن إنتاج المنظمة من البترول في ذلك الوقت كان أكثر بكثير مما تحتاجه السوق العالمية. إلا أن فشل الانتاج الليبي والإيرانيوالعراقي في الانتعاش كما كان متوقعا له هذا العام، وما ترتب عليه من انخفاض مخزونات الدول الصناعية إلى أدنى مستوياتها منذ 2008 جعل الجميع يهرع لمطالبة المملكة بأن تقوم بضخ رقم قياسي من البراميل يصل إلى 11 مليون برميل في اليوم بحلول شهر ديسمبر، وذلك لإنقاذ العالم من أزمة طاقة محققة. ونقل الموقع عن جيمي وبستر، الباحث في مجال الصناعة في شركة آي آيتش إس" المحدودة الكائنة في واشنطن، قوله: "نحن لا نطالب السعودية الآن بإتاحة الفرصة لغيرها، ولكننا نطالبهم بأن يحافظوا على عجلة الإنتاج العالمية، وعلى أن يمدونا بطاقة إنتاجية فائضة". وأكمل الباحث حديثه موضحا أن السعودية أضحت هي الدولة النفطية الوحيدة التي من الممكن الاعتماد عليها؛ حيث قال "يبدو أن جميع الدول الأعضاء بالأوبك أصبحوا غير قادرين على أداء واجباتهم ومد العالم بما يلزمه من بترول". وأفاد الموقع أن الصراع الدائر في ليبيا حول السلطة والهجمات الإرهابية التي تتعرض لها أنابيب البترول في العراق والعقوبات الطويلة التي فرضت على إيران في الفترة الأخيرة هي السبب وراء منع هذه الدول من أداء واجباتها، ومن ثم حدثت هذه الأزمة في الأسواق. وحذر الموقع من أن هذا الوضع سينسف جميع التوقعات بأن أسعار البترول ستنخفض هذا العام. وسبق أن أعلن وزير النفط، علي النعيمي، أن المملكة- أكبر مصدر للنفط في العالم- مستعدة لضخ كميات أكبر من النفط الخام في الأسواق حال نقص المعروض نتيجة تفاقم التوترات بين روسيا والغرب على خلفية أزمة أوكرانيا. وأضاف النعيمي في تصريحات على هامش مؤتمر في سول (عاصمة كوريا الجنوبية)، مايو الماضي، أن إنتاج السعودية الحالي يبلغ نحو 9.6 مليون برميل يوميا في حين أن بوسعها إنتاج 12.5 مليون برميل يوميا. وقال النعيمي أيضا إن 100 دولار للبرميل سعر عادل للنفط الخام بالنسبة للجميع، سواء المستهلكين أو المنتجين أو شركات النفط.