وضع خبراء أمريكيون آمالهم في المملكة العربية السعودية لمواجهة ارتفاع أسعار البنزين في الولاياتالمتحدة خلال الأيام المقبلة، بعد أن قفزت أسعار النفط لأعلى مستوياتها في 8 أشهر وسط مخاوف من تعطل الإمدادات بعدما سيطر مسلحون متشددون ينتمون لتنظيم "داعش" على عدة بلدات ومدن ويتجهون صوب بغداد. ووسع المسلحون تقدمهم إلى بلدات قريبة من بغداد في حين توجهت شاحنات تحمل متطوعين شيعة إلى الخطوط الأمامية للدفاع عن المدينة وهو ما زاد المخاوف من أن يطول أمد الاضطرابات، حتى أن الولاياتالمتحدة هددت بتدخل عسكري في العراق. وعلى الرغم من أن صادرات العراق من الشمال تعتبر آمنة في الوقت الحالي، إذ أن المركز النفطي الرئيس "كركوك" تسيطر عليه قوات كردية، إلا أن سيطرة المسلحين على الموصل يهدد إمدادات النفط العراقية؛ لأن الموصل هي البوابة الرئيسة لنفط البلاد. وحتى الآن، كان للقتال في العراق أثر طفيف على أسعار البنزين، ووصل متوسط سعر الجالون في الولاياتالمتحدة إلى 3.65 دولار يوم الجمعة الموافق 13 يونيو 2014، والذي يتقارب بشدة مع متوسط السعر الذي تم تسجيله خلال العام الماضي بأكمله. ونقلت صحيفة "يو إس إيه توداي" تصريحات عن توم كلوزا، المحلل المتخصص في شؤون الطاقة قال فيها إن سعر البنزين قد يرتفع بما يتراوح بين 5 و10 سنتات خلال الأيام المقبلة، لا سيّما خلال فترة الصيف. وتساءل أحد الخبراء عمن سيملأ الفجوة التي قد تتسبب فيها العراق، وأجاب عن هذا السؤال بأن الأعين والأنظار كلها تتجه نحو المملكة السعودية، بل وتعوّل عليها في زيادة إمداداتها لتجنب ارتفاع الأسعار وضمان استقرار سوق الطاقة. ويوم الإثنين الموافق 9 يونيو 2014، ذكر موقع "بلومبرج" الأمريكي أن السعودية أصبحت هي الأمل الأخير الذي تتعلق به الأسواق العالمية في محاولتها لإيجاد من ينقذها من أزمة نقص النفط التي تلوح في الأفق وذلك بعد إعلان وزراء جميع الدول الأعضاء بمنظمة الأوبك أن بلادهم لا تنوي رفع سقف الإنتاج لتغطية النقص الحالي الذي تعاني منه الأسواق العالمية. وكان محللو الطاقة ينادون فقط قبل ستة أشهر، بأن تخفّض السعودية إنتاجها من البترول في الفترة المقبلة لتعطي مساحة أكبر لغيرها من الموردين؛ نظرًا لأن إنتاج المنظمة من البترول في ذلك الوقت كان أكثر بكثير مما تحتاجه السوق العالمية، إلا أن فشل الإنتاج الليبي والإيراني والعراقي في الانتعاش كما كان متوقعا له هذا العام، وما ترتب عليه من انخفاض مخزونات الدول الصناعية إلى أدنى مستوياتها منذ 2008، جعل الجميع يهرع لمطالبة المملكة بأن تقوم بضخ رقم قياسي من البراميل يصل إلى 11 مليون برميل في اليوم بحلول شهر ديسمبر، وذلك لإنقاذ العالم من أزمة طاقة محققة. ونقل الموقع عن جيمي وبستر، الباحث في مجال الصناعة في شركة "آي آيتش إس" قوله إن السعودية أضحت هي الدولة النفطية الوحيدة التي من الممكن الاعتماد عليها؛ حيث قال "يبدو أن جميع الدول الأعضاء بالأوبك أصبحوا غير قادرين على أداء واجباتهم ومد العالم بما يلزمه من بترول". وسبق أن أعلن وزير النفط، علي النعيمي، أن المملكة- أكبر مصدر للنفط في العالم- مستعدة لضخ كميات أكبر من النفط الخام في الأسواق حال نقص المعروض نتيجة تفاقم التوترات بين روسيا والغرب على خلفية أزمة أوكرانيا، حينما أوضح أن إنتاج السعودية الحالي يبلغ نحو 9.6 مليون برميل يوميا في حين أن بوسعها إنتاج 12.5 مليون برميل يوميا، وأن 100 دولار للبرميل سعر عادل للنفط الخام بالنسبة للجميع، سواء المستهلكين أو المنتجين أو شركات النفط.