نشرت صحيفة "تليجراف" البريطانية مقالاً بتاريخ الخميس (19 يونيو 2014)، للأمير محمد بن نواف آل سعود، سفير خادم الحرمين الشريفين بالمملكة المتحدة، تحت عنوان "هذه مشكلة العراقيين وعليهم حلها بأنفسهم"، دعا فيه الشعب العراقي إلى المضي في تكوين حكومة وفاق وطني جديدة تمثل الشيعة والسنة من أهل العراق على حد سواء. وعقّبت الصحيفة بعنوان فرعي آخر يحمل رسالة المملكة الواضحة للعالم من الوهلة الأولى وتفيد بأن "المملكة تحذر بريطانيا والولايات المتحدة من التدخل في الشأن العراقي". وبدأ الأمير مقاله بالحديث عن أن تحقيق السلام والاستقرار والأمان للمملكة ولجميع دول المنطقة بل وللمجتمع الدولي هو الهدف الرئيس الذي تسعى المملكة لتحقيقه وهو حجر الأساس الذي بنت عليه المملكة سياستها الخارجية. وأعرب كذلك عما يشعر به السعوديون من حزن وأسى لما آلت إليه أوضاع أهل العراق الذين هم جيران وأصدقاء وأشقاء أهل المملكة، مستشهدا على ذلك بما جاء في خطاب الأمير سعود الفيصل أمام مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي، حيث قال: "إن هذا الوضع الخطير يحمل في طياته بوادر لحرب أهلية وشيكة لا يمكن لنا أن نتكهن بما سيكون لها من انعكاسات على المنطقة". وأوضح أن عدد القتلى الذي تعدى المئات وعدد المهجّرين الذي تجاوز الآلاف يحكي بوضوح المأساة التي يعيشها الشعب العراقي. وأكد الأمير أن هذا الشعب الذي عانى الكثير منذ عقود مضت بدءًا من الحرب الطويلة التي خاضها في مواجهة إيران ومرورًا بما عاناه من قهر ووحشية تحت حكم صدام حسين وانتهاءً بالحرب ضد الإرهاب تنبهنا، نحن أشقاؤهم وجيرانهم، أن هذا الشعب قد آن له أن ينعم بالهدوء والاستقرار والسلام. وحذّر الأمير من أي تدخل أجنبي في الشأن العراقي، مؤكدًا أنه لا ينبغي لبلاده ولا للولايات المتحدة ولا للمملكة المتحدة التدخل في الوضع الحالي نظرًا لأن هذه الأزمة هي من صنع العراقيين، والعراقيون وحدهم هم القادرون على حلها. وأشار إلى أن أي تدخل خارجي لن يؤدي إلا لتأجيج الفتنة وحالة عدم الثقة القائمة بين السنة والشيعة من أهل العراق، مؤكدا أن السياسات الاقتصادية التي مارستها حكومة المالكي هي السبب الحقيقي الذي أدى لإثارة هذه الأزمة الحالية. وأهاب بجميع أفراد الشعب العراقي نبذ خلافاتهم الطائفية والحرص على الوقوف معا صفًا واحدًا لمواجهه التحديات والمخاطر التي تواجه بلدهم. وحث الأمير رئيس وزراء العراق "المالكي" بأن يتخلى عن سياساته الطائفية والاقصائية التي أثارت غضب قطاعات كثيرة من سكان العراق الذين ينتمون لطوائف عرقية ودينية مختلفة ومتنوعة. وقال الأمير: لقد تعمد المالكي بلا خجل إلى انتهاج سياسة تفرقة طائفية واضحة- تضمنت قيامه باستخدام طرق وحشية ومميته لوقف جميع الاحتجاجات التي قام بها السنيون العراقيون في الماضي- الأمر الذي أدى لقهر وقمع أصوات السنيين العراقيين طيلة فترة حكمه. وختم مقاله بتقديم اقتراح المملكة، وكذا عدد من المتابعين الدوليين لمجريات الأحداث في العراق، لما يجب أن يحدث في العراق في الفترة المقبلة لإنهاء هذه الأزمة، حيث دعا العراقيين إلى المضي في تكوين حكومة وفاق وطني جديدة تمثل الشيعة والسنة من أهل العراق على حد سواء. وحرص على دحض جميع الاتهامات الموجهة للمملكة بالضلوع في تمويل وتأييد ما تقوم به داعش (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام)، مؤكدا أن المملكة تتمنى وتسعى نحو إزالة مثل هذه الجماعات الإرهابية التي لا تختلف كثيرا عن تنظيم القاعدة. وقال: إن السعودية لا تقدم أي دعم مادي أو معنوي لداعش أو لأي تنظيم إرهابي آخر، والقائل بخلاف هذا ما هو إلا مدع كاذب حقود.