أرجع وزير الخارجية السوداني، علي كرتي، انحسار العلاقات بين بلاده والسعودية إلى موقف الخرطوم "الواضح" تجاه قضايا المنطقة، لاسيما فيما يتعلق بالدول التي شهدت ما يعرف بالربيع العربي.\ وأكد "كرتي" أن دعم طهران للتشيُّع في بلاده لا يعبر عن إرادة حكومة البلاد الرسمية ولا عن إرادة الشعب. كما أوضح أن بلاده رفضت عروضًا إيرانية لبناء منصات للدفاع الجوي على الجزء الغربي من البحر الأحمر، كان المراد توجيهها ضد السعودية، وفق ما جاء في حوار له مع صحيفة "الحياة" نشرته الخميس (29 مايو 2014). وفي الوقت نفسه، قال إن علاقة الخرطومبطهران لا تضر بالعلاقات مع السعودية أو المصالح العربية. وشدد الوزير السوداني على أن علاقة بلاده مع إيران علاقة عادية جدًا بين دولتين إسلاميتين، لاسيما أن إيران وقفت كثيرًا مع السودان في كل المحافل الدولية ودافعت عنه كثيرًا. ولفت لاستفادة السودان من علاقته بإيران بشكل محدود في مجال صيانة بعض الأسلحة التي تنتجها بعض المصانع السودانية. وفيما يخص علاقة بلاده بتنظيم الإخوان المسلمين، قال إن ما تراه بعض الدول الخليجية وبينها السعودية أن حكومته لها علاقة بجماعة الإخوان المسلمين، غير صحيح على الإطلاق. وفي سياق متصل، نفى كرتي أن يكون الرئيس السوداني عمر البشير تلقى طلبًا قطريًا خلال زيارة الشيخ تميم بن حمد، أمير قطر، الأخيرة- قبل شهور- في شأن نقل رموز الإخوان من الدوحة إلى الخرطوم. ووصف كرتي علاقة بلاده مع مصر في فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسي بأسوأ فترة للعلاقات بين البلدين، حيث إن كثيرًا من الملفات التي كان يظن أن الثورة ستزيلها،لم تستطع حكومة مرسي إنجازها. كما توقَّع أن تكون العلاقة أفضل في عهد المشير عبد الفتاح السيسي، الذي أشارت النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة إلى تقدمه نحو تولي حكم مصر؛ لأن السودان اعتبر أن ما جرى ويجري في مصر شأن داخلي لا علاقة له به، وهذا الأمر سيجد التقدير والقبول من أي قائد سيحكم مصر.