أكد عباس الكعبي رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم) أن طهران تحارب بقوة شديدة أي توجه عربي أو سني لدى أبناء الأحواز، فهو لديها ذنب لا يغتفر، موضحا أن تجبرها وحربها للعروبة وصل لدرجة اعتقال أحوازيين بتهمة القراءة من قرآن عربي غير مترجم للفارسية، أما حربها ضد السنة فأبرز صورها اعتبار إعلان أي أحوازي شيعي اتباعه لمذهب أهل السنة والجماعة هو ردة تستوجب القتل. وعاد الكعبي ليؤكد في حواره مع "عاجل" أن إيران في حقيقتها، لا تهتم كثيرا بالسنة والشيعة، لكن حربها للسنة هي أساسا ستار لحرب ضد العرب سواء كانوا سنة أم شيعة، فطهران تعيش عقدة العرق الفارسي مستشهدا على ذلك بإقدام إيران على إعدام كثيرين من الأحوازيين الشيعة الذين يظهرون توجها عروبيا. وفيما يلي نص الحوار: *برز مؤخرا على تويتر وسم #أوقفوا_إعدام_الأحوازيين وكان التفاعل معه لافتا، وربما كان أول تفاعل عربي شعبي مع القضية الأحوازية فما رأيكم بذلك؟ - التفاعل والتواصل العربي مع القضية الأحوازية كان موجودا دائما، لكن شبكات التواصل الاجتماعي أدت لبروز القضية الأحوازية أكثر من السابق، والقوى الوطنية الأحوازية ترى أن انتشار التعاطف والدعم للقضية الأحوازية بين الشعوب العربية يمنحها رصيدا لا يموت. ولقد عمل النشطاء الأحوازيون دون كلل لنشر قضيتهم الأحوازية ضد الاحتلال الإيراني مستغلين كل منبر ممكن وبالتالي كانت هذه النتيجة التي نراها الآن. *إذن يمكن أن نعتبر هذه هي الخطوة الأولى في نشاط أحوازي إعلامي جديد؟ - نحن لجأنا إلى هذه الطرق لغياب أي دعم عربي أو دولي لنا ويعمل نشطاء القضية الأحوازية على ذلك، وبالتالي هذه هي النتيجة، ولكن لا يصح القول إن هذه خطوة أولى فنحن نتحرك منذ سنين لبناء قاعدة شعبية لقضيتنا وقد بدأنا ذلك عبر عدة مواقع إلكترونية أحوازية ولكن لأكون صادقا فمتابعة هذه المواقع تتراجع لصالح نشاطنا على وسائل التواصل الاجتماعي. * إذن هل يمكننا القول إن القضية الأحوازية أصبحت معروفة لدى العرب؟ - عند طرح القضية الأحوازية وعبر تجربة شخصية أقول لك إن أقلية يعرفون تفاصيلها، ولكن مؤخرا ازداد عدد المطلعين وذلك لازدياد انتشار الأحوازيين ففي السابق كان وجودنا في الخليج العربي فقط أما الآن فنحن في كثير من الدول العربية ودول العالم والسبب الأساسي لذلك هو كثرة الضغوطات المطاردات بل وحتى الإعدامات التي يتعرض لها أي أحوازي يحمل هم شعبه. * ضغوط من أي نوع ؟ - في أي مكان بالعالم المتهم بريء حتى تثبت إدانته أما في إيران فالأحوازي متهم حتى تثبت براءته، فكل أحوازي متهم منذ الولادة ويخضع للرقابة والمتابعة بانتظار الإدانة الكاملة، فحتى الطفل في المدرسة عليه توضيح مذهبه منذ دخوله لها حيث يعبئ استمارة فيها طائفته وبمجرد أن يذكر أنه سني فهو أصبح منبوذا ومستهدفا. * أي أن هناك أشياء محددة لو فعلها أي أحوازي يقبض عليه في إيران؟ - لا فالأمر أكثر من هذا، رغبتك بأن تكون أحوازيا عربيا هي تهمة كافية لديهم، فهناك أحوازيون اعتقلوا فقط لأنهم يقرءون القرآن الكريم من نسخ مكتوبة بالعربية فقط دون ترجمة معان فارسية، وتكون التهمة المعلنة في منتهى الغرابة وهي الاحتفاظ بقرآن وهابي، كأن القرآن أصبح يخضع للمذاهب أيضا. * معقول؟ - في الثقافة الفارسية، إن صحت تسميتها كثقافة، هناك عداء كبير جدا للعرب والعروبة، لدرجة أن من الدارج لدى الفرس أن يقول أحدهم مثلا إن اتهم بالكذب، أنا لست عربيا لأكذب، والترويج الكبير للعداء ضد العرب يحتاج عنوانا يتوجه نحوه، وهم يختارون السعودية كعنوان على اعتبار أنها منبع العرب، ويربطونها بما يسمونه الوهابية كي لا يتهموا بمهاجمة الإسلام بشكل مباشر، لذا فتهم مثل قرآن وهابي، وأفكار وهابية هي تهم جاهزة لدى طهران ضد السنة وهي تجد قبولا كبيرا لدى الشارع الإيراني، لذا من الطبيعي اللجوء لهذه التهم دون ظهور أي معارضة لمثل هذا الظلم في الشارع الفارسي، وإن كان مصير أي معارضة القمع على أيه حال. *نعم هذا مفهوم لكن أن يصل الأمر للقرآن فهو أمر غريب - دعني أوضح أمرا كي تتضح الصورة، نحن كأحوازيين ممنوع علينا تعليم أو تعلم القرآن في مدارس لنا، المسموح لنا فقط تعلم القرآن حسب الترجمة الفارسية والتفسير الفارسي له، أما من يفتح مدرسة لتعليم القرآن في الأحواز فمصيره السجن بكل تأكيد ودون تردد، وذلك ضمن سلسلة عقوبات تتصاعد حتى الإعدام، وهي العقوبة التي تنتظر بالتأكيد كل أحوازي شيعي مثلا يقرر اتباع مذهب أهل السنة والجماعة، فهذه تعتبر ردة في إيران. ولعل أكبر مثال على ذلك قضية المسجد الشافعي السني في القصبة قرب مدينة عابدان، فهذا المسجد أكبر مسجد شافعي في إيران، وكانت تتبع له أوقاف كثيرة لتفق عليه وعلى طلابه ومعلميه، ولكن بسبب قيام شيخه الشيخ عبدالحميد الدوسري بتعليم المذهب السني الشافعي والابتعاد عن الرؤية الفارسية للإسلام تمت مصادرة أوقاف المسجد والحكم على الشيخ الدوسري بالسجن لمدة 25 عاما. *إذن هي حرب ضد السنة؟ - الأمر أعقد من ذلك بالتأكيد، طهران ونظامها الحاكم يحركهما الانتماء للعرق الفارسي، هم بشكل حقيقي لا يهتمون بتسنن أو تشيع، ولعل من تعامل معهم من العرب الشيعة يعرف ذلك جيدا، ولاحظ بالتأكيد نظرتهم السيئة للعرب حتى إن كانوا شيعة، ومن ينكر هذا هو مجرد مكابر، الاحتلال الإيراني أعدم كثيرا من الأحوازيين الشيعة لأنهم ببساطة أظهروا توجهات عروبية، وكما قلت لك هم يستهدفون العرب، والعرب بالنسبة لهم الجزيرة العربية أي السعودية لذلك يظهرون عداء كبيرا للفكر السلفي ويصفونه بالوهابي، وذلك كستار بينما هدفهم الحقيقي هو العرب، فهم كفرس يرون أننا فقط من نجحنا تاريخيا في هدم إمبراطورتيهم بالكامل، بل وتغيير دينها، ويريدون الانتقام من ذلك أو إعادة الأمور إلى نصابها كما يرون بأن يعودوا هم سادة المنطقة، ولكنهم لن ينجحوا بالتأكيد. *لماذا؟ -لأنه حتى داخل إيران هم يخسرون شيئا فشيئا، نحن كأحوازيين لم نعد نخشاهم، وبعد أن كان كثيرون منا يؤثرون السلامة ويسيرون في طريق الابتعاد عن المواجهة فإن الأمر تغير، وموجة الرفض تجاوزت المدن الأحوازية الكبرى لتصل حتى للقرى الصغيرة التي تشهد موجات من التسنن والعودة للأصل العربي والمجاهرة بهذا الانتماء الذي لن نتنازل عنه أبدا، فنحن شعب عربي خليجي من قبائل عربية خالصة، وأرضنا محتلة من الفرس، وسنقاوم حتى نحررها.