حتى لا تموت الحقيقة، صمم طالب من ضحايا السفينة الكورية الغارقة على التقاط اللحظات الأخيرة للسفينة في 16 أبريل الماضي في فيديو استغرق ثلاث دقائق، ناقلا لعشرات الأسر أصوات أبنائهم قبل الرحيل. "واو إنها تنحدر. نحن نميل إلى هذا الجانب. لا نستطيع الحركة."، " هل تعتقد أننا سنموت؟"، "ماذا يجري".. هذه أجزاء من تلك المقاطع الصوتية، التي تم أخذها من فيديو صوره أحد الركاب الذين كانوا على متن السفينة الكورية عندما بدأت بالغرق، في جنوب شرق شاطئ كوريا الجنوبية. مراهق من ركاب العبارة صور هذه المقاطع للحظات اليائسة على هاتفه الجوال، بحسب ما نقلته شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن شبكة JTBC التلفزيونية الوطنية الكورية الجنوبية، وقد أعطى والد الفتى الصور للشبكة بعد أن انتشلت السلطات جثة ولده ووجدت هاتفه. وكانت ذاكرة الهاتف سليمة بحسب ما ذكرت الشبكة. ويبدو أن الفيديو يعبر عن أول لمحة مؤكدة من داخل العبارة، التي كانت في طريقها من انتشيون، الميناء الواقع غرب العاصمة سيئول، إلى منتجع جيجو في الجزيرة الواقعة إلى الجنوب من شواطئ كوريا الجنوبية. والد الصبي الذي صور مقاطع الفيديو قال بأسى يعتصره وهو يناجي ابنه "لقد كنت يا بني في مكان مظلم وبارد".. قالها وهو يبكي حين قرأها من JTBC، "كم كنت تشعر بالبرد وخائفا؟ إنني تأملت وصليت لكي تنجو، ولكن الأمور لم تجر على هذا النحو، ولدي، الآن حان الوقت لأقول لك وداعاً. وحان الوقت لكي تقول لي وداعاً، وبالنسبة لي... دعني أتأمل أنني لن أتركك تمضي بعيداً، أرجو أن تسامحني.. وداعاً." ومن بين الأصوات الملتقطة في الفيديو "ماما، بابا، بابا، بابا! ماذا عن أخي الأصغر؟" قال أحدهم وهو يصرخ. وهناك صوت لبعضهم كان يسأل عن سترة نجاة. وسمع نداء من النظام الصوتي للسفينة يحذر الجميع بأن يبقوا في أماكنهم "لا تتحرك من موقعك الحالي الرجاء البقاء..." البعض بدا مرتبكا، وآخرون يتصرفون بطريقة هزلية، ما يوضح عدم فهمهم الكامل لخطورة ما يجري، أحد الأصوات كان حواراً قال فيه أحدهم، "أعتقد أنها تهدأ" ويعيد : "تعتقد أنها تهدأ؟". "إنها تميل أكثر الى جهة اليسار.. أظن أنها أفضل مما كانت عليه سابقاً.. إنني أرتدي سترة النجاة.. إني أرتدي واحدة .. كثيراً .. حقيقة يجب أن .. يجب أن أرتدي واحدة، كثير". بعضهم بدأ يقدم المساعدة للبعض الآخر، وواحد يصرخ "هاي" ثم يذكر أسماء أحد الذين ليس معهم سترة نجاة "نريد الحصول على واحدة!". وفيما يمضي الفيديو، لا يبدو أن أحدا كان يعلم حقيقة ما يجري.. "ماذا يفعل الكابتن؟" أحد الأشخاص يسأل، وبعدها يسمع صوت يقول، "يجب إبلاغنا بما يجري". وحتى يوم الأحد كان الغواصون الذين ما زالوا يبحثون عن الركاب والطاقم، انتشلوا 188 جثة، ولا يزال 114 مفقودين، بعضهم ممن سمعت أصواتهم في الفيديو الذي انتشل سليماً، وصاحبه لقي مصيره في المياه الباردة المظلمة في البحر الأصفر.