رصدت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد "نزاهة"، أثناء زيارتها ل"مجمع الأمل للصحة النفسية" في الرياض عددًا كبيرًا من التجاوزات والمخالفات وأوجه التقصير والإهمال .. ترتقي إلى شبهة الفساد. وقال مصدر مسؤول، لصحيفة الوطن، إن هذه المخالفات تتمثل في سوء الإدارة، واستغلال النفوذ الوظيفي، وتبديد الأموال العامة، وسوء استخدام الممتلكات الحكومية. وأكدت الهيئة أن المجمع لا يؤدي وظيفته المطلوبة بسبب هذه المعوقات الكثيرة. مؤكدة أنها قامت بإحالة ما وقفت عليه من شبهة الفساد والتجاوزات والمخالفات المالية والإدارية إلى الجهات المختصة بالتحقيق. وفي سياق متصل أكد مجمع الأمل في بيان أصدره أمس، أنه يحترم عمل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ويرحب بأي تحقيق، مشيرًا إلى أنه نسق مع الهيئة أكثر من مرة بشأن تسريب التحقيقات. وكان المجمع قد خاطب "نزاهة" رسميًا بتاريخ 10 جمادى الأولى 1435، ونبهها إلى أنه يتخوف من أن تحقيقاتها مخترقة، حيث أشار إلى أن نتائج التحقيقات نشرت على تويتر من قبل أحد الموظفين قبل أن ترسله "نزاهة" لوسائل الإعلام بشهر كامل. يذكر أن مجمع الأمل للصحة النفسية في الرياض ، كان قد رفض استضافة المتهم بجريمة قتل حي سويدي الرياض، ما دعا المنظمات الحقوقية إلى التشديد على ضرورة فتح ملف الفساد بدور الصحة النفسية. وكانت مصادر قد كشفت أن المريض راجع مجمع الأمل أكثر من مرة، ولعدم توافر أسرّة تمت معالجته وفقاً لمواعيد المراجعات فقط، فيما لم يتم تنويمه داخل الدار لعدم وجود أسرة. وقالت المصادر إن أعداد المرضى تتزايد منذ عام 1422ه، ولا توجد خطة من إدارة المجمع لاستيعابهم، وأن الخطط التي يتم تنفيذها لا تتلاءم وحالات المرضى النفسيين الذين يراجعون المجمع بصفة دورية. وأشار إلى حدوث حالات متكررة من الاعتذار للمرضى بعدم وجود أسرّة شاغرة، وأن هذا يعود إلى وجود حالة من التلاعب داخل الإدارة المسؤولة عن توفير الأسرّة في المجمع، إذ إنها تكتب للمريض الدخول لتلقي العلاج والتنويم، في حين لا يتم إدخاله، ويطلب رقم للتواصل مع المريض في حال توافر سرير. وبيّنت المصادر في حينه أن المريض لديه ملف رسمي في المجمّع في قسم الإدمان، وتم إدخاله المستشفى على خلفية إدمانه مادة الحشيش المخدّر الذي أثبته التحليل المخبري، مع وجود أعراض نفسية.