اعترف زعيم حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض، حسن الترابي، بمسؤوليته الشخصية عن كل الأزمات التي تشهدها بلاده، طالبا من الله المغفرة ، في وقت أبدى فيها تفاؤله بعودة السودان موحدا. وقال الترابى وفقا لما نشره موقع "سودان تريبيون" اليوم الخميس: إنه يشعر بمسؤوليته الشخصية "تجاه كل الأزمات التى تعم أطراف السودان بوصفه سياسيا كان حاكما فى حقبة ما" ، وعدّ التمزق والاحتراب الذى يعيشه السودان "نتاجا قويا لسوء الإدارة" طوال الستين عاما الماضية. وأردف الترابي الذى كان يتحدث أمام طلاب حزبه ليل الأربعاء بالخرطوم فى ندوة بعنوان "هوادى الأخلاق السياسية": ""اسأل الله أن يغفر لنا، مرت علينا كل الدورات، وبلغت من العمر عتيا، والمستقبل لكم، وعليكم الاستعداد". وأبدى الترابي أسفه وحزنه الشديد على ما آلت اليه الأوضاع في دولة جنوب السودان بسبب القتال الذي يدور هناك منذ شهر ديسمبر الماضي بين قوات الجيش الشعبي التابعة للرئيس سلفا كير وتلك الموالية لنائبه السابق رياك مشار. وبالرغم من حالة الندم والأسى التي أبداها في كلماته على أوضاع السودان وتمزقه إلا أنه أبدى كذلك تفاؤله بعودته إلى التوحد من جديد قائلا: " أوربا الشرقية رجعت وتوحدت فلماذا لا نرجع في السودان؟". ويكابد السودان عددا من المشكلات والحروب الداخلية، فرغم انتهائه من أزمة الحرب الأهلية مع الجنوب الذي حصل على استقلاله بموجب استفتاء شعبي، إلا أنه ما زال يعاني من القتال الجاري في إقليم دارفور ومناطق أخرى بالبلاد مع جماعات متمردة، ما أدى لمقتل وتشريد الآلاف. وولد الترابي (وهو زعيم سياسي وديني سوداني نال حظه من الجدل وتناقض المواقف) بكسلا شرق السودان في 1 فبراير 1932، وكان والده قاضياً وخبيراً في قانون الشريعة. حصل على الدكتوراه فى الدراسات الإسلامية، وهو مؤسس فرع جماعة الإخوان المسلمين بالسودان، وتتلمذ على يد الشيخ حسن البنا ودرس مذهبه السياسي، وعاصر العديد من الحكومات السودانية، وتم اعتقاله فى العديد من الأحداث. وكان الترابي أستاذاً في جامعة الخرطوم ثم عين عميداً لكلية الحقوق بها، ثم عين وزيراً للعدل في السودان. وفي عام 1988 عين وزيراً للخارجية. كما اختير رئيساً للبرلمان في السودان عام 1996. وعُرف الترابي بشهوة السلطة وتقاربه وتباعده فى كثير من الأحيان من الحكام العسكريين، وهو مبرمج الشريعة الإسلامية (بعهد مايو ) 1983م، ومخطط انقلاب ما عُرف بثورة الإنقاذ التي سرعان ما انقلبت عليه واستولت على الحكم . في يونيو عام 1989، شارك حزب الترابي في انقلاب عسكري ضد حكومة صادق المهدي، بعد أن طردت أعضاء حزبه من البرلمان، وعين عمر حسن البشير رئيسا لحكومة السودان. وفي عام 1991 أسس الترابي "المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي" الذي يضم ممثلين من 45 دولة عربية وإسلامية، كما انتخب أمينا عاما لهذا المؤتمر. وقد اختلف مع حكومة الانقاذ حول قضايا دينية وسياسية، أهمها الفساد، والشوري، والحريات، وحل البشير البرلمان في أواخر عام 1999م، وبعدها أصبح الترابي أشهر معارض للحكومة، واعتقل في 2001م لتوقيع حزبه مذكره تفاهم مع الحركة الشعبية التي كانت تقاتل الحكومة السودانية في الجنوب، ثم اعتقل مرة أخري في مارس 2004 بتهمة تنسيق حزبه لمحاولة قلب السلطة. ومؤخرا أبدى الترابي استعداده للحوار مع الرئيس عمر البشير، في محاولة للحد من المعاناة التي تمر بها البلاد.