يتميّز الشيخ حسن الترابي بأنه شخصية قوية ذات أوصاف متباينة، فيرى أنصاره أنه سياسي محنّك، بارع في تحريك الإعلام، وخطيب مؤثر ومفكر، في حين يرى خصومه أنه شخص مراوغ لا حدود لطموحه، وخبرته واسعة في المؤامرات والتعلق بالسلطة، بل ويتهمونه بإصدار فتاوى تخرج عن إجماع أهل السنّة، كعدم قتل المرتد إلا في حالة حمل السلاح، والقول بإيمان أهل الكتاب، واستثمار نظرية المصلحة، واستخدام مصطلح القياس الواسع، والقول بشعبية الاجتهاد، وإمامة المرأة في الصلاة، وكذلك زواج المرأة المسلمة من كتابي. وبدأ الترابي نشاطه الديني والسياسي مبكراً، ودخل السجن في عهد الرئيس جعفر النميري ثلاث مرات خلال عقد السبعينيات، واعتُقل في 22 فبراير 2002؛ نتيجة توقيعه على مذكرة تفاهم مع حركة جون قرنق الانفصالية في جنيف. وأقرت هذه المذكرة عشر نقاط، من بينها (منح الجنوب حق تقرير المصير، وتصعيد وسائل المقاومة الشعبية السلمية، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات، ورفع حالة الطوارئ). وأسس الترابي الجبهة الإسلامية القومية عام 1986م، بعد سقوط نظام جعفر النميري، وترشح للبرلمان، ولكنه لم يفز، وبعد انقلاب البشير تحالف مع الترابي في يونيو 1989 من أجل الإطاحة بنظام صادق المهدي، زعيم حزب الأمة، ورئيس الدولة. ثم انفصل الترابي عن الجبهة القومية على خلفية نزاعه على السلطة والصلاحيات مع الرئيس البشير، وانضم لصفوف المعارضة. وفي 22-28 أبريل 1991 أسس المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي، في مؤتمر ضم ممثلين عن 45 دولة إسلامية، وأصبح أمينه العام. وولد حسن الترابي في أول فبراير 1932 في كسلا في الشمال الشرقي السوداني قرب الحدود الإريترية. ونشأ في بيت متدين، وتعلم على والده، الذي كان قاضياً، وشيخ طائفة صوفية. تزوج الترابي من وصال المهدي، شقيقة رئيس الوزراء السابق، الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة. ودرس الحقوق في جامعة الخرطوم، ثم حصل على الإجازة في جامعة أكسفورد البريطانية عام 1957، وعلى دكتوراة الدولة بجامعة السوربون بباريس في 6 يوليو 1964م. ويتقن الترابي ثلاث لغات بجانب اللغة العربية، وهي الفرنسية والإنجليزية والألمانية بطلاقة. وعمل أستاذاً بجامعة الخرطوم، ثم عميداً لكلية الحقوق، وفي يوليو 1979 عُيّن رئيساً للجنة المكلفة بمراجعة القوانين من أجل أسلمتها، ثم عين وزيراً للعدل، وفي عام 1988 عين نائباً لرئيس الوزراء في السودان، ووزيراً للخارجية في حكومة الصادق المهدي. ثم اختير رئيساً للبرلمان السوداني 1996، وله العديد من المؤلفات، منها (قضايا الوحدة والحرية، تجديد أصول الفقه، تجديد الفكر الإسلامي، الأشكال الناظمة لدولة إسلامية معاصرة، تجديد الدين، منهجية التشريع، المصطلحات السياسية في الإسلام).