كشف تقرير أجرته شبكة "بي بي سي" عن وضع العلاقة بين المسلمين والمسيحين داخل كنيسة سانت بيتر في بلدة بوالي بجمهورية إفريقيا الوسطى التي تغرق في دوامة من العنف الطائفي. ونقلا عن "بي بي سي" فإن مجموعات المسلمين المحتمين في الكنيسة تتكاثر كل يوم، والذين بلغ عددهم حتى الآن 650 شخصًا. فقد اتخذت العائلات من الممرات ملجأ لها، وحمل المذبح حقائبهم، ووضعت أكياس الطعام في الغرف الجانبية، بينما يخيم الخوف على الجميع من فكرة الخروج من الكنيسة؛ إذ ثمة قناعة بأنهم سيقتلون على الفور في شوارع بوالي. وقال القس إكزافي فاغبا: "لقد حان الوقت الآن لكل من هو صالح أن يتخذ موقفًا جادًّا، ويثبت قوة إيمانه. لم يفهم أحد ما قمت به، بل هددوني وهاجموني". ففي بوالي شاهدت سيدة مسلمة، زوجها يُطعن حتى الموت في سوق البلدة، فيما هرب ابنها ذو الأعوام الستة بجرح في رأسه بعدما تعرض لضربة ساطور، كما دمرت مجموعات مسيحية مسجدين في البلدة. وتفيد تقارير بأن 22 طفلا قتلوا في أحداث العنف. وتقول السيدة إن الوضع غير آمن في هذه الكنيسة، فهم يطلقون النار عليها كل مساء. المسيحيون لا يريدوننا هنا، ويرغبون بقتلنا جميعًا. ويعترف القس فاغبا بأنه يعتقد أن بعض الذين يحتمون الآن في كنيسته كانوا متورطين في هجمات على عائلات مسيحية في المنطقة العام الماضي. ويقول: "لقد تحدثت إلى أولئك الذين ارتكبوا أخطاء، وعندما أفعل ذلك فهي بمثابة دعوة إليهم ليغيروا حياتهم وسلوكهم". وأوضح القس أن بعض أهل البلدة يقدرون ما يحاول القيام به، ويساعدون العالقين داخل الكنيسة، ولكن على الرغم من ذلك فإن الميليشيات المسيحية سارعت إلى الهجوم على الذين حاولوا إيصال الطعام والماء للكنيسة منذ عدة أسابيع. وبينما كانت مجموعة من الشباب المسيحي تتجول في شارع بوالي الرئيسي بجانب الكنيسة، قال أحدهم إنه لا يجب أن يكون هناك مسلمون في بلادنا، يجب أن يرحلوا جميعًا، وإن لم يفعلوا فسنقتلهم. يُذكر أن منظمة العفو الدولية كانت قد دعت المجتمع الدولي للتحرك من أجل وقف عمليات "التطهير" الجاري بحق مسلمين في غرب جمهورية إفريقيا الوسطى، مشيرة إلى أن القوات الدولية المنتشرة في هذا البلد "عاجزة" عن وقفه. وتوعدت رئيسة جمهورية إفريقيا الوسطى سامبا بانزا بشن "الحرب" على ميليشيات أنتي بالاكا التي تكثف تجاوزاتها ضد المدنيين المسلمين، ما يهدد بتقسيم البلاد. وتدهورت الأوضاع الأمنية في جمهورية إفريقيا الوسطى منذ الانقلاب الذي قاده ميشال دجوتوديا، وائتلاف سيليكا المتمرد، الذي حمل السلاح في نهاية 2012، وأطاح بالرئيس فرنسوا بوزيزيه في مارس 2013. ويعد الإسلام الديانة الثانية في البلاد بعد المسيحية، ويقدر عدد المسلمين بنسبة 15% من السكان البالغ عددهم 4,5 ملايين عام 2009 وفق إحصاءات غير رسمية.