استبعد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، في كلمة ألقاها أمام جنود بلاده المتمركزين في معسكر «بوالي» ببانغي، عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى، إمكان انزلاق القوات الفرنسية التي باشرت عملية سانغاريس في 5 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، إلى مستنقع النزاع الطائفي والقبلي في هذا البلد منذ أن أطاحت حركة «سيليكا» ذات الغالبية المسلمة الرئيس فرنسوا بوزيزي في آذار (مارس) الماضي. وقال: «في شباط (فبراير) 2013، قال خبراء إن فرنسا بدأت تنزلق إلى مستنقع مالي. ومن حسن حظنا أننا لم نستمع إلى الخبراء، وهو ما سيشمل أفريقيا الوسطى أيضاً». وأشاد الوزير الفرنسي الذي تنشر بلاده 1600 عسكري في أفريقيا الوسطى، بكل القوات المشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب»، مؤكداً ضرورة التدخل عسكرياً في القارة الأفريقية التي «نعتبر ضمان أمنها حماية لأمن فرنسا أيضاً». وتابع: «حين يحصل فراغ أمني يكون بؤرة لكل أعمال التهريب وباباً مفتوحاً لكل أنواع الإرهاب». وتحدث لودريان عن «الدور التاريخي» لفرنسا في أفريقيا، وعدم تهربها من مسؤولياتها، وقال: «إننا هنا، ويجب ألا يشك أحد في تصميمنا على إنجاز المهمة». في غضون ذلك، نفى رئيس أفريقيا الوسطى المخلوع بوزيزيه تورطه بأعمال عنف تنفذها ميليشيا الدفاع الذاتي المسيحية، مؤكداً أن استقالة الرئيس ميشال دجوتوديا فقط ستسمح بإنهاء الفوضى. وقال بوزيزيه ل «اذاعة فرنسا الدولية»: «جلبت حركة سيليكا الفوضى والبؤس والموت إلى البلاد، ولم أشكل ميليشا أنتي بالاكا (ضد السواطير)، لكنها انتشرت بعد ممارسات سيليكا داخل البلاد»، وإذا صح أنها ترتكب فظائع كما تقول وسائل الإعلام، أدين ذلك، والغموض يلف هذه المسألة». ويزعم دجوتوديا أن بوزيزيه الذي يقيم في الخارج يقف وراء الميليشيا المسيحية المتهمة بقتل مئات من المسلمين رداً على ممارسات «سيليكا». ودعا الرئيس المخلوع إلى استقالة دجوتوديا «لأنه الحل الوحيد لاستعادة السيطرة على الوضع مجدداً»، فيما لم يستبعد ترشحه لانتخابات محتملة في أفريقيا الوسطى «لكن يجب توضيح الوضع الأمني في البلاد». على صعيد آخر، أعلنت أومبريتا باسوتي، منسقة منظمة «الطوارئ» غير الحكومية في مستشفى الأطفال ببانغي أن الأطفال كانوا ضحايا جانبيين سابقاً، لكن بعضهم الآن بات يستهدف في شكل مباشر». وأوضحت أن «بعض الجرحى الأطفال أصيب برصاص طائش وشظايا، لكن آخرين تعرضوا لإطلاق نار لمجرد انهم مسلمون»، مشيرة إلى أن المنظمة تبذل ما في وسعها، لكن عملنا صعب في ظل انعدام الأمن، ونعاني من نقص في المعدات وكميات الدم». وأشار مدير المستشفى جان كريسوستوموس غودي، إلى ارتفاع معدل الوفيات بنسبة 13 في المئة منذ استئناف أعمال العنف، فيما لفت اختصاصي التغذية الطبيب توان إلى وجود حوالى مئة طفل مريض يشغلون 54 سريراً، وقال: «إنها مشكلة حقيقة، خصوصاً أن بعض الأطفال لا يستطيعون العودة إلى منازلهم حتى بعد شفائهم خوفاً من العنف». وزاد: «لم يكن الوضع يوماً بخطورة اليوم، لكن يجب أن نواصل عملنا، وننظر إلى الناحية الإيجابية. لدينا دعم أطباء جدد واليونيسيف ومنظمات غير حكومية شريكة. إنها معركتنا وأتمسك بالأمل في أن يأتي يوم يصبح فيه كل ذلك من الماضي».