"الحلو لا يكتمل".. 3 كلمات تفرض نفسها على حلم "الابتعاث الخارجي" لفتيات المملكة، بعدما بات هذا المشروع المستقبلي محاصرًا بعدد من المعوقات، في مقدمتها اشتراط "وجود محرم". وفي تقرير أعدته "عكاظ"، وصفت ابتسام عبد العزيز العمري، مديرة إحدى الشركات، الابتعاث بأنه "فكرة جبارة قدمتها الدولة لأبناء الوطن"، لكنها رأت أن "ليس كل الفتيات يستطعن توفير محرم، ومن ثم يحرم معظمهن من الابتعاث، فضلا عن غياب خبرة الاحتكاك بالعالم الخارجي". وأشارت إلى أن كثيرًا من الفتيات عدن إلى الوطن في بداية الابتعاث، ولم يكملن المسيرة، لعدم تكيفهن مع الأجواء الخارجية، رغم أن جهود الدولة "مكثفة" تُعاوِن المجتمع والأسرة في لعب دور حيوي بهذا المجال. أما "عبير فلمبان، موظفة" فقدمت حلا لمشكلة "المحرم" تقوم على زيادة نسب "الابتعاث الداخلي للطالبات في كثير من المجالات، مع توفير التخصصات المطلوبة بشكل كبير حتى لا تحرم الفتيات من التعليم العالي، وخصوصًا في التخصصات النادرة". عدد من الطالبات تحدثن عن حلمهن بالابتعاث الخارجي لإكمال البكالوريوس في الخارج، خصوصًا أن إمكانياتهن تؤهلن لإكمال الدراسة في الخارج. واتفقن على أن الابتعاث إلى الخارج له مميزات إيجابية، وسلبيات في الوقت ذاته، مشيرات إلى أن الطالبة تحوله إلى إيجابي عندما تستشعر المبتعثة بأنها تمثل أهلها وبلدها "قبلة المسلمين"، أما إذا لم تأخذ هذه الأمور بعين الاعتبار فسيكون الابتعاث سلبيًّا. "فيافي" قالت إنها "اضطررت للانتظار لسنتين حتى يبلغ أخوها الأصغر سن ال18 ليستطيع مرافقتها للخارج". في حين أكدت "لمى" أنها استطاعت الالتحاق ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث فور تخرجها، وكان والدها مرافقها، ودرست لمدة سنة كاملة؛ إلا أنها اضطرت بعد مضي عام إلى العودة مع والدها، بسبب ظروف عائلية. وذكرت "لمى" أنها اضطرت للزواج من أحد أقاربها لإكمال دراستها على الرغم من عدم رغبتها في الزواج خلال فترة الدراسة لتتفرغ لها بشكل كامل. "الدكتورة جواهر قناديلي، عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى" تمسكت بشرط "المحرم" للموافقة على الابتعاث بالنسبة للفتيات، قائلة: "الفتاة السعودية تختلف عن غيرها بسبب كونها منذ نشأتها مخدومة من ذويها، فهي تعتمد على والدها وأخيها أو أحد أقاربها من المحارم في تدبر بعض أمورها". "جوري العبد الله، إحدى الطالبات المبتعثات" ذكرت: "بعد مضي سنتين من دراستي في كندا، اضطر شقيقي المرافق إلى العودة للمملكة لظروف طارئة، ولكن لم يعد إلا بعد أن أمن لي السكن مع مبتعثة من الأقارب، وبسبب ذلك حُرمت حينها من المكافأة، والتي أنا بحاجة إليها لأكمل مشواري التعليمي". واقترحت "ابتسام محمد" على وزارة التعليم العالي تأمين سكن للطالبات من خلال ابتعاث مجموعة من الطالبات إلى جامعات بعينها، ويتم إسكانهن معًا تحت إشرافها بشكل مباشر، بوجود عدد من المشرفات والمسئولات في الملحقية في بلد الابتعاث. ووفقًا لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث بالخارج، فإن عدد الدارسين السعوديين بالخارج يصل حاليًّا إلى 130 ألفًا و379 دارسًا ودارسة، 70.3% منهم من يدرس في تخصصات: الأعمال التجارية، الإدارة والهندسة والصناعات الهندسية، المعلوماتية، الطب. كما أن 85.2% من هؤلاء يتركزون في ست دول هي: أمريكا بنسبة (60%)، ثم بريطانيا، وكندا، وأستراليا، ومصر، والأردن. ويقدر عدد العاطلين من حملة البكالوريوس في المملكة ب44%، بينما تنعدم البطالة بين حملة الدكتوراه.