بثَّ ناشطون على الإنترنت مقطع فيديو يُظهر آراء المحاصرين في مدينة حمص القديمة ورسالتهم التي وجَّهوها إلى مؤتمر "جنيف2" الذي أنهى أعماله أمس السبت، وطالب المحاصرون بفك الحصار عنهم وعدم الاكتفاء بالمساعدات الإنسانية. تأتي هذه الرسالة، بالتزامن مع عودة بعض المهجرين من بيوتهم في مساكن برزة بدمشق، واستمرار القصف والاشتباكات في مناطق متفرقة من أنحاء سوريا. ويتضمن الفيديو عدة لقاءات مع عدد من الرجال والشبان والأطفال والنساء تحمل رسائل إلى المجتمعين في جنيف، كما يظهر عدد من الطلاب داخل إحدى القاعات المجهزة للدراسة فتقول الطالبة في رسالتها المكتوبة أمامها "اجتمع المؤتمرون في بلاد هانئة.. أخذوا يناقشون أوضاع بلاد منكوبة.. هم مرتاحون في بلاد بعيدة.. يناقشون أحوال شعب أرهقه الموت والتهجير والمرض والجوع.. الصحفيون سألوهم أسئلة دقيقة فشعروا بالحرج" ووجهت بعدها المعلمة رسالة مفادها كسر الحصار وعدم القبول بمجرد المساعدات التي لا تساعد إلا "على استمرار العذاب". وانتهت أمس السبت مفاوضات "جنيف2" المباشرة بين ممثلي المعارضة والنظام السوري برعاية المبعوث الدولي والعربي المشترك الأخضر الإبراهيمي دون تقدم يُذكر، ويبحث المؤتمر اليوم الأحد ملف المعتقلين، وتتم هذه المفاوضات بعد قبول كل المعارضة والنظام ببنود "جنيف1" والتي تقتضي بتشكيل حكومة انتقالية. كما أفادت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري اليوم الأحد، بأن المئات من سكان حي برزة الدمشقي عادوا إلى بيوتهم في ظل الهدنة المتفق عليها حديثا بين قوات الأسد ومقاتلي الجيش السوري الحر. من جهة أخرى أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأنَّ قوات النظام السوري قصفت بالأسلحة الثقيلة مناطق الوعر وتلبيسة والرستن في محافظة حمص، كما شنت الطائرات الحربية غارات جوية استهدفت حي العسالي والقدم جنوبدمشق، وألقت مروحيات تابعة للنظام السوري براميل متفجرة على عدة أحياء سكنية شرق محافظة حلب، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص وسقوط عشرات الجرحى وتدمير عدد من المباني والآليات. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر 181 شخصًا قُتلوا أمس السبت، في مناطق متفرقة من سوريا بينهم 6 أطفال وامرأة، فيما قتل 141 مقاتلا من مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" ومقاتلي كتائب المعارضة إثر الاشتباكات الدائرة بينهم للأسبوع الثالث على التوالي شمال سوريا. يُذكر أن مؤتمر "جنيف2" المنعقد حاليا في سويسرا يهدف إلى تطبيق مبادئ "جنيف1" الذي يقضي بتشكيل سلطة انتقالية في سوريا، وهو ما تدعو إليه قوى المعارضة، في حين أن وفد النظام السوري قد رفض الالتزام به وأصرَّ على أنه الوفد الممثل للرئيس الأسد والذي يرى فرصته بالترشح للانتخابات الرئاسية "كبيرة". لمشاهدة الفيديو.. اضغط هنا