قال احمد شوقي في تقديره للمعلم (( قم للمعلم وفه التبجيلا .. كاد المعلم أن يكون رسولا ,, بعد أن كاد أن يكون رسولا !! أيقتل ؟ رحمك الله يا احمد شوقي لو كنت تعيش زماننا ماذا عساك أن تقول ؟؟ طالب في جنوب البلاد يطعن معلمه عدة طعنات أودت بحياته !! معلم جاء ليؤدي رسالة تربوية تعليمية جزاءه القتل ! ماهي الجريمة التي ارتكبها حتى يكافئه الطالب بالقتل ؟ وقبل ذلك ما هي الدوافع والمسببات التي جعلت الطالب يقدم بكل جرأة على قتل المعلم ؟ من وجهة نظري الخاصة لم استغرب حدوث الجريمة عطفاٌ على أحداث سابقة حدثت لمعلمين ومعلمات في مناطق مختلفة ولم يتخذ حيالها عقوبات رادعة للطلاب المستهترين , ولن استغرب عندما نعلم أن اغلب لوائح العقوبات مستوردة من مجتمعات لا يمكن أن تتوافق مع بيئتنا وعاداتنا , لنكون أكثر صراحة ونتحدث بواقعية جريمة القتل التي حدثت يجب أن لا تمر مرور الكرام وتصنف على أنها حادثة فردية لها مسبباتها كغيرها من الجرائم ثم تغلق بتعزية الأمير أو الوزير وتحال القضية للقضاء ليأخذ الجاني ما يقره الشرع وقد يفزع جماعة الجاني لدفع الدية المطلوبة ويتدخل أعيان ووجهاء المجتمع كالعادة ويخرج الجاني منتصرا ! جرأة الطالب وارتكابه جريمة القتل لم تكن ردة فعل وقتيه وإنما هي نتيجة لمخزون هائل من من المشجعات والدوافع التي جعلته يقدم على فعلته بدون تردد ,, أولها .. ما يجده في المنزل من الرسائل اليومية المباشرة من الوالد والأسرة والعبارات الدارجة على الألسن خاصة في البادية والهجر مثل ( خلك ذيب ولا تصير رخمه يضحكون عليك الرجاجيل ) وغير ذلك من المحفزات التي تجعل الطالب عدوانيا مع الجميع ولا ننسى موقف الأم التي دخلت بسيارتها إلى فناء المدرسة وهي تحمل الرشاش مهددة الجميع بعدم التلفظ على ابنها , لكم أن تتصوروا ماهو اثر ذلك على ابنها ؟ ثانيها ,, شعور الطالب أن اللوائح تقف معه ضد المعلم مما اوجد لديه نوع من الحصانة الداخلية تجعله يقدم على ما يسميه الانتقام أو تأديب المعلم حتى يكون عبرة لغيره من المعلمين على حد زعمه , ثالثها .. المعلم الذي لا حول له ولا قوة عندما يفقد الشعور بالأمن النفسي ماذا سيكون عطاءه داخل الصف ؟؟ بالطبع مراعاة الطلاب خاصة من يتصف بالعدوانية لأنه يخشى على نفسه وممتلكاته الخاصة !! وإذا وصلنا إلى هذه الحال وبكل أسف أقولها قد وصلنا !! وهذا هو حال كثير من معلمينا وبعد حادثة القتل سيكون الحال أسوأ .. ختاما .. للتربويين المعنيين بالقضية أقول بعد الجريمة ماذا انتم فاعلون ؟ يجب أن يكون لكم موقف ديني وطني أخلاقي حيال القضية فالجرائم والقضايا التي حدثت للمعلمين يجب أن تكون دافعا لإعادة النظر في كثير من اللوائح والقرارات وتعديلها بما يتوافق وبيئتنا وعاداتنا وان أساليب التربية الحديثة التي نجحت في المجتمعات الغربية قد لا تناسب مجتمعنا والسنوات الماضية بأحداثها كفيلة لإثبات عدم فاعليتها ,,, للجميع التحية ,,, علي بن محمد العليان