يمر قطار الزمن بنا بلا توقف .. كل يوم يمر هو من أعمارنا المتناقصة .. والصفحة عندما تطوى لا تعود . 24 ساعه تمر على جميع البشر يومياً بكل عدالة , لا تفرق بين جنس أو لون او دولة .. لكن الفرق الحقيقي أن البعض يعتبرها فرصة والبعض الآخر بعترها يوم عابر والسلام !! مع اشراقة شمس كل صباح ينطلق سباق التنافسية في جميع الارجاء , فالدول تتنافس والشركات تتنافس والافراد يتنافسون والكل يعشق أن يكون صاحب السبق والفائز بالسباق . تساءلت : ما لذي يصنع الفرق الشاسع بين الدول وبين الأفراد فالبعض في القمة والبعض في القاع والبعض خارج الخريطة أصلاً . كلنا يبحث عن ذاته ويسعي للأفضل , وكثير منا يحوم حول ايجاد الفرصة المناسبة ثم استثمارها بالشكل الذكي . توزع الارزاق في البكور وتحل البركة ولكنها لا تأتي لمن يطلقون الأماني من أسرة نومهم أو يلهثون بالدعاء وهم لا يفعلون الاسباب . يصنع رسول الله الفرصة لصحابي حين اشترى له فأساً وقال له اذهب فأحتطب , ويعود بعدها غنياً عن سؤال الناس . ويسأل ابو امامه مستنكراً عليه : مالي أراك في المسجد في غير وقت صلاة يا ابا امامه , والرسالة اخرج واصنع فرصتك . ما يميز اليابان عن السودان أن اليابان استغلت اسطح المباني لصغر مساحة الدولة للكثير من المشاريع الزراعية بينما تجتمع في السودان اخصب تربة ونهر النيل ويعاني من يعاني من المجاعة والفقر . السر في إدارة الفرصة بينما الانسان هو الانسان .. البعض أمام الفرصة أعمي لا يراها والبعض بليد لا يتحرك والثالث هو القناص الذي تمتع بعين الصقر الناظر للأفق العالي والبعيد , وليس الناظر للفرص بعين الدجاجة التى لا ترفع رأسها عن الأرض . ومن نواميس الكون أن الناس تتفاوت في المراتب والمنازل لتفاوت الهمم والرغبات والطموحات والقدرات وأيضاً يتفاوت الناس حسب تعاملهم مع فرص الحياة , القران هنا يجاوب السؤال " لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر " . والكثير منا لديهم اشواق بالتقدم والترقي في الدنيا والآخرة , وهذا يجعل منا نلبس نظارة اكتشاف الفرص او صناعتها احياناً . يمر علينا افكار خواطر احداث و مواقف فهل فكرنا أن نفتش عن الفرص بين كل هذا الركام يمر علينا أشخاص وكتب ومعلومات و تقارير , فهل فكرنا أن نفتش عن الفرص بين كل هذا الزخم . الموارد الطبيعية والبترول فرصة كبيرة لبناء اقتصاد عظيم وتنمية مستدامة وحضارة مؤثرة ولكنها موارد ناضبه لا تدوم , فهل فكرنا في اثر تفريطنا بهذه الفرص التي لا تعود . تبدأ الفرصة بفكرة وعبر المبادرة والدارسة والصياغة ووضع الرؤية والاهداف وتحليل المخاطر وجدوى استثمارها يتم تحويلها لمشروع , وربما يكون هذا المشروع فرصة العمر فتعامل معها بحرص وتركيز . تأتي الفرصة متنكرة احياناً في ثوب أزمة او تحدي وتقدح احيانا عبر فكرة ابداعية خلاقة تلهمنا جميعاً وتصنع الفرق . الفرصة تطرق ابواب الجميع لكن البعض يكون مستعد لاستقبالها والبعض لا يكون كذلك , والفرصة هنا لا تموت بل تذهب للمبادر والمتأهب , فالحياة مبنية على الذكاء والجد والمثابرة وليست على التمنيات او احاديث المساء العابرة . من حولنا بعضهم مؤمن بقانون الوفرة وأن امامنا خير وفير لكن علينا دفع مهر كل شيء نريد الحصول عليه , والفريق الاخر مؤمن بقانون الندرة وأن كل شيء حولنا قليل ونادر وصعب المنال , وأنت الحكم عندما تقارن بين حياة كل فريق تخيل معي الفرصة التي حولت النفيات المنسية الى ثروة بعد اعادة التدوير وتأمل ذاك المعاق الذي صنع من الحبل الذي يعلقه على يقطه المقطوعة فرصة لعيش عزيزاً لا يعتمد على أحد , وذاك الطفل المكافح الذي يسترق الدقائق ويصنع فرصة ليكمل تعليمه من على منصة بسطه الصغيرة وتدبر معي ذلك العالم الاعمى الذي جعل الايمان والعلم فرصته لينال النور والبصيرة . هل فكرة في إنشاء بنك الفرص الخاص بك وتضع فيه كل الفرص المهمة على مستوى العبادات والمعاملات والحياة الشخصية و المهنية والاسرية والعلاقات والجوانب المالية وتستثمر كل هذه الفرص في الوقت المناسب والزمان المناسب وبالطريقة المناسبة . هل فكرة في تعليم ابنائك مهارة اقتناص الفرص واستثمارها وصناعة الفرصة في بعض المواقف وعدم البكاء على الفرص الضائعة بل البحث عن الفرص البديلة بشكل سريع وعملي لتعوض ما فات . هل فكرة في بناء عالم من القيم والاسس الايمانية الراسخة التي تفرز لك الفرص التي هي من حقك وليس فيها أي تعدي على حقوق الاخرين او تجاوز لحدود الله عز في علاه . هل فكرة أن تشارك اخوتك الفرص أو تهدي الناس من حولك الفرص أو تصنع للآخرين الفرص فتكون ذقت طعم العطاء والبر والاحسان , وثق أن كل ما بذلت سيعود عليك اضعافاً مضاعفة إذا خلُصت النية . حياتك الان فرصة حرم منها الكثير هم تحت الأرض بلا فرصة للعودة للحياة ومعاودة الركض في الميدان , عندما امشي بين القبور اسأل نفسي سؤال يخرج من اعماقي : ماذا لوخرج الاموات واعطوا 24 ساعة التي نأخذها نحن كل يوم بمنهى الاريحية , بالتأكيد ستكون أعظم فرصة . خُلقت لتعمل ولم تخلق لتتمنى . محبرة الحكيم الحياة كنز عظيم من الفرص , والابداع يكمن في اقتناص الفرصة وتحويلها لحسابك الخاص في بنك الفرص . فهل لديك حساباً في ذلك الفرص ؟ سلطان العثيم www.salothaim.com @sultanalothaim