شرّع الله الزواج حفاظًا على كيان الأسرة واعتباره أحد أبسط الحقوق التي تتمتع به الأسرة بجميع أفرادها، وهو من أهم المناسبات السعيدة، فهو في جميع الثقافات الدينية يكون سببًا للإحتفال، والغناء والرقص، ومشاركة الأصدقاء و المعارف والأقارب في هذه اللحظات السعيدة. بناء الأسرة والحفاظ عليها، وتنظيم العلاقات الأسرية، مهم لكل مجتمع، فالزواج يساعد على الحفاظ على العلاقات الأسرية هذه، ودوره في تدعيمها والحفاظ على قوة هذه الروابط وتوثيقها. ولكن أصبح معنى الزواج في هذه الأيام يبتعد كثيرًا عن المعنى الحقيقي، فإنه مجرد إحتفال يمضي عددًا من الساعات للتباهي بالأموال والمأكل والملبس، فكلما كان الحفل كبير ويحمل العديد من مظاهر التباهي فكلما كان الزواج جميلًا وهنيئًا، وما يقوم به الزوج وأسرته والزوجة وأسرتها بإنفاق مدخراتهم على حفلليس سوى إستعراض يمتد لساعات بسيطة وينتهي. غلاء المهور، قضية أخرى،فكلما زاد مهر الفتاة فكلما كانت ذات قيمة، وكأنها سلعة، يرى الزوج أخلاق وجمال الزوجة بقدر غلاء المهر، وقد يقوم أهل الفتاة بالمزايدة عليها فمن يدفع الأكثر يحصل على الفتاة، فيُقدّر معدن الرجل المقبل على الزواج بالمال الذي يحمله لشراء الفتاة. المغالاة في الشروط ومتطلبات الزواج حتى قد تصبح في بعض اللحظات شبة مستحيلة التنفيذ، فنتناسى القيمة الحقيقية للزواج ونضعه في متطلبات ثانوية لا حاجة لها، فتعيق هذه المسائل مجرى سير الزواج بالطريقة الشرعية التي نصّ عليها القرآن الكريم والسنة النبوية. النتائج: ابتعاد الشباب والشابات عن الزواج واللجوء إلى علاقات بديلة، لتفادي إحتياجات الزواج اللامتناهية والصعبة، والنظر إليه كطريقة لإستنزاف مادي ونفسي للشخص، فعندما تحين اللحظة التي يجتمع فيها الزوجان تحت سقفٍ واحد، يروا أنهم قد قدموا الكثير، ولا يستطيعون تقديم المزيد، فالنهاية تكون قد حلّت قبل أن تبدأ البداية. بِقلم,, منال الشهري