تستضيف محافظة جدة "ملتقى عرسان جدة" الرابع والذي تنظمه الجمعية الخيرية للزواج والتوجيه الأسري بمشاركة 1200 شاب وفتاة ضمن الاستعدادات لمهرجان الزواج الجماعي الرابع عشر والذي يقام برعاية أمير منطقة مكةالمكرمة. ويشارك في الملتقى عدد من الخبراء والمدربين والمتخصصين في مجال العلاقات الأسرية ويستمر الملتقى لمدة ثلاثة أيام بقاعة الملكة للاحتفالات. وقال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن العثيم رئيس مجلس إدارة الجمعية ل"العربية.نت" إن الملتقى يسعى لتقديم الإرشاد والتوجيه الأسري للعرسان وتأهيلهم أسرياً وتبصيرهم في كل ما يتعلق بالحياة الزوجية قبل موعد إقامة حفل الزواج الجماعي، مشيراً إلى أنه بمثابة جرعة واقية من شبح الطلاق والمشاكل الأسرية ونشر ثقافة تأهيل الشباب والفتيات ما قبل الزواج، مؤكداً أن للجمعية دوراً توعوياً وتوجيهياً لا يقل أهمية عن المساعدات المالية التي تقدمها للعرسان. ويسعى الملتقى إلى تذليل الصعوبات التي تعترض شباب وفتيات هذا الوطن الغالي في مشروع الزواج، مبيناً أن تنظيم الجمعية لهذه المناسبة الغالية على قلوبنا يأتي بهدف تخفيض العبء الكبير والتكاليف الباهظة على كاهل العرسان، فضلاً عن تحقيق تكاتف القطاع العام والخاص والخيري في تحقيق التكافل الاجتماعي. أهمية التعرف على شريك الحياة الدكتور ميسرة طاهر من جانبه، نبه الدكتور ميسرة طاهر أستاذ علم النفس بجامعة الملك عبدالعزيز خلال مشاركته في الجلسة الثالثة في الملتقى حول محور "الزواج أمان نفسي" إلى أهمية التعرف على شريك الحياة، ومهارات بناء الألفة النفسية بين الزوجين، والفروق الفردية بين الزوجين، وحذّر من عدم تفهم الزوجين للاحتياجات النفسية والعاطفية للطرف الآخر، مشيراً إلى أن ذلك يعتبر سببا رئيسيا من أسباب المشكلات الزوجية. كما أكد طاهر أنه من المهم أن يفهم كل من الزوجين ما يحتاجه الآخر، وإلا فمن الممكن أن تنشأ للزوج متطلبات لا يمكن أن تحققها له زوجته، وكذلك الحال بالنسبة للزوجة، مؤكداً أنه يجب على الزوجة أن تدرك أن هناك مراحل في عمر الزواج تزيد فيها فرص ابتعاد الزوج مثل قدوم الأطفال وتزايد أعباء الزوجة وإرهاقها ساعات الليل والنهار. إلى ذلك، نبه إلى أن الأسرة السعيدة ليست أسرة بلا أزمات أو مشاكل، فهذه الأسرة بذلك الوصف لا وجود لها في عالم الواقع، مبيناً أن الأسرة السعيدة هي التي تملك فلسفة لاحتواء الأزمات، ثم تحديد المرجعية التي ننظر من خلالها إلى تلك الأزمات، موضحاً أن جزءا كبيرا من المشاكل في الأسر يكون لسببين هما عدم اكتشاف جذورها، وعدم تحديد المرجعية، وبالتالي تكون مواجهاتنا لمشكلاتنا مواجهات غير حضارية. من جانبه أشار د.طاهر خلال الملتقى إلى أن المرأة بحكم طبيعتها أكثر قدرة على العطاء, وهذا العطاء هو الباعث الحقيقي لعطاء الزوج أيضا، مؤكداً على أهمية الجلوس مع الزوجة بشكل يومي لتجاب أطراف الحديث في الشؤون التي تهم الطرفين.