مجالسنا سجل حافل ومليء بالأحداث لأنواع من الحكايات والذكريات والتجارب الثرية ذات الأبعاد الرائعة. اشتاق للحج على كبر ، اخبر ابنه بذلك ، رتب الابن الامور ، اعد كل ما يلزم لهذه الرحلة الطويلة ، فالحج ليس مثله اليوم ، ايام قلائل ، بل يستغرق وقتا طويلا ، امكانياتهم المادية لا تسمح بالسفر بالسيارة ناهيك عن شرائها ، إذا الحل الامثل هو ظهور الابل التي يمتلكونها . سارت القافلة مع مجموعة من الجيران والمعارف ، يحدوهم الأمل في تأدية هذه الشعيرة العظيمة ، ولك ان تتخيل كيف سيكون الطريق ، من القصيم الى مكة على ظهر بعير ، ومعك والدك الكبير في السن ويحتاج الى مساعدة وعناية ورعاية ، بعد مضي أيام قطعوا مسافة طويلة ، وصلة إلى منطقة قرب مدينة عفيف ، باتجاه الغرب نحو مكة ، الحجاج يسيرون خلف ابلهم منهم الماشي ومنهم الراكب ، ويقطعون الطريق بالحديث والمسامرة . الأب يلتفت على ابنه يوقف الابن الراحلة ، خير يا أبي ,. ماذا تريد .؟ الأب يقول لابنه الذي يسهر على راحته ، أريد أن اقضي حاجتي ومن ثم ألحق بكم ،أناخ الابن الراحلة ، نزل الاب ، ابتعد قليلا ، سارت القافلة ، بعد وقت ليس بالطويل ، يلتفت الابن واذا بأبيه بعيد عنهم ، وقد يتعب من اللحاق بهم ، ويتأخر عن اللحاق بالقافلة ، فعاد الابن مسرعا على قدمية ، فلما وصل الى أبيه ، والتفت إلى القافلة واذا بها قد ابتعدت أكثر ، ووقد يتأخران لو سارا على قدميهما ، فما كان منه الا ان جلس وقال لوالده اركب يا ابي على كتفي ، فركب الوالد المسن على كتف ولده وكان الولد قوي البنية فانطلق به يركض ليلحق بالقافلة ، وبينما هو يركض إذ أحس برطوبة نزلت على وجهه ، فرفع بصره إلى والده ليتأكد من الأمر ، فاذهله ما رأى ، والده يبكي ، ظن أنه يبكي من اجل انه حمله على كتفه وأنه ثقيل عليه ، الأمر ابعد من ذلك ، قال لابيه : يا ابي حملك خفيف علي ، فقال الاب : ليس لهذا أبكي . اذا ما الذي يبكيك .؟ فقال الأب : الذي يبكيني دين قد اقرضته ، وانا استوفيه الان ، والله يابني أني قد حملت والدي في هذا المكان ! الله اكبر ، انه البر يعود مرة اخرى ,, ( بروا باءكم تبركم ابناءكم ) ........ أين انتم .؟ عبد الله العياده