بسم الله الرحمن الرحيم الحمد والصلاة والسلام على رسول الله مجالسنا سجل حافل ومليء بالأحداث لأنواع من الحكايات والذكريات والتجارب الثرية ذات الأبعاد الرائعة. اشتاق للحج على كبر ، اخبر ابنه بذلك ، رتب الابن الأمور ، اعد كل ما يلزم لهذه الرحلة الطويلة ، فالحج ليس مثله اليوم ، ايام قلائل ، بل يستغرق وقتا طويلا ، إمكانياتهم المادية لا تسمح بالسفر بالسيارة ناهيك عن شرائها ، إذا الحل الأمثل هو ظهور الإبل التي يمتلكونها . سارت القافلة مع مجموعة من الجيران والمعارف ، يحدوهم الأمل في تأدية هذه الشعيرة العظيمة ، ولك أن تتخيل كيف سيكون الطريق ، من القصيم إلى مكة على ظهر بعير ، ومعك والدك الكبير في السن ويحتاج إلى مساعدة وعناية ورعاية ، بعد مضي أيام قطعوا مسافة طويلة ، وصلة إلى منطقة قرب مدينة عفيف ، باتجاه الغرب نحو مكة ، الحجاج يسيرون خلف إبلهم منهم الماشي ومنهم الراكب ، ويقطعون الطريق بالحديث والمسامرة . الأب يلتفت على ابنه يوقف الابن الراحلة ، خير يا أبي ,. ماذا تريد .؟ الأب يقول لابنه الذي يسهر على راحته ، أريد أن اقضي حاجتي ومن ثم الحق بكم ، أناخ الابن الراحلة ، نزل الأب ، ابتعد قليلا ، سارت القافلة ، بعد وقت ليس بالطويل ، يلتفت الابن وإذا بابيه بعيد عنهم ، وقد يتعب من اللحاق بهم ، ويتأخر عن اللحاق بالقافلة ، فعاد الابن مسرعا على قدميه ، فلما وصل إلى أبيه ، والتفت إلى القافلة وإذا بها قد ابتعدت أكثر ، وقد يتأخران لو سارا على قدميهما ، فما كان منه إلا أن جلس وقال لوالده اركب يا أبي على كتفي ، فركب الوالد المسن على كتف ولده وكان الولد قوي النية فانطلق به يركض ليلحق بالقافلة ، وبينما هو يركض إذا به يحس برطوبة نزلت على وجهه ، فرفع بصره إلى والده ليتأكد من الأمر ، فأذهله ما رأى ، والده يبكي ، ظن انه يبكي من اجل انه حمله على كتفه وانه ثقيل عليه ، الأمر ابعد من ذلك ، قال لأبيه : يا أبي حملك خفيف علي ، فقال الأب : ليس لهذا ابكي ، إذا ما الذي يبكيك .؟ فقال الأب : الذي يبكيني دين قد أقرضته ، وإنا استوفيه ألان ، والله يابني إني قد حملت والدي في هذا المكان ! الله اكبر ، انه البر يعود مرة أخرى ,, ( بروا باءكم تبركم ابناءكم ) ........ اين انتم .؟ ( ملاحظة : الابن لا يزال على قيد الحياة ) . عبد الله العياده ..