في دول بلادنا العربية أغلبية الشعب, شعب عربي يدين بالإسلام السني, وماعدا ذلك فهي أقليات دينية أو مذهبية أوعرقية,تعيش في دولنا, لها وعليها حق المواطنة, وكثيرا ما تشترك تلك الأقليات مع الشعب إما بالدين أو بالعرق العربي, لكن بكل الأحوال تبقى تلك الأقليات لا تشكل رقما كبيرا أمام الأكثرية التي تميزت طوال عهودها السابقة بأن تحكم بنفس مكونها. الا أن الملاحظ في الفترة الأخيرة, أن هناك طموحا تسعى من خلاله بعض "الأقليات الطائفية" لأن تقفز على خيارات شعوبنا, وتفرض نفسها بقوة الحديد والنار لتحكمها, ومن ثم تذيقها الهوان, فتسخر كل مقدراتها وخيراتها وحقوقها لصالح طائفتها, وهذا مانراه ماثلا أمامنا اليوم في سوريا الجريحة التي تحكم بيد الطائفة النصيريه" العلويه", وفي العراق السليب على يد الشيعه, ونراه يطل برأسه لينبت في بعض الدول العربية كاليمن والبحرين ولبنان وغيرها. بتلك القفزة يريد هؤلاء أن يحكموا بلادنا بطريقة لاشرعية, وبنموذج سياسي مسخ ليس له مثيل في علم السياسه, أقرب مايكون للإغتصاب, لأنه ليس من الشورى الإسلاميه, ولا من الديمقراطية الغربيه. لكن في الوقت نفسه هناك بعضا من الأقليات التي سجلت مواقف طيبة تحسب لها, والتي اعترفت بحق الأكثريه بالسيادة على دولها, ورضيت بنهج المواطنة كأسلوب للتعايش مع المكون الأكبر, وباقي المكونات العرقية والدينيه, وكان موقفهم هذا مثالا يحتذى, نتمنى لو انتهجته الأقليات الأخرى. هذا الموقف يسجل للطائفة الدرزيه, ومعلوم أن الدروزهم من العرب الأقحاح اللذين يقطنون في سوريا ولبنان وبعضا الدول العربية الأخرى. ومما يسجل من مواقف الطائفة الدرزية موقف زعيم الدروز في لبنان وليد جنبلاط, الذي انتهج موقفا واضحا منذ بداية الأزمة السوريه, وآل الاطرش وهم من كبار الدروز في سوريا, اللذين خالفوا نظام الأسد منذ البدايه, وكان لهم مواقف جيده بالتعاطف مع المكون الأكبر. ومن المواقف الدرزية كذلك موقف الدكتور فيصل القاسم, وهو إعلامي دزي سوري له صوت مؤثر, وهو طرح طرحا واقعيا متزنا يعبر عن الحق والحقيقه, ورشحت منه مواقف تحسب له ولطائفته, وهو بذلك الطرح سلم بالحق لأصحابه ولو فكريا, وهذه المواقف فن لايجيده إلا من تميز بروح حيادية تخلصت من الطائيفية المنتنه, واستعلت بفكرها على عقول مغيبي الحقائق وسالبي الحقوق. ومن أقوال فيصل القاسم اقتبس إحدى تغريداته التي قال فيها.. " مشكلة الأقليات في منطقتنا, والتي لاتشكل من الجمل ذنبه, أنها تريد أن تسوق الأكثريات التي تشكل 90% من شعوبنا ...هزلت" انتهى هنا هو يرمزوينتقد ممارسات طائفة عاثت كثيرا في منطقتنا, وطمحت فوق طاقتها, هي لاتقارن بحجم الأغلبيه. هذا المفهوم نتمنى لو انتهجته واقتنعت به الأقليات في وطننا العربي, والتي تتوزع بين ملل وفرق وأعراق متعدده, خاصة وأن بعضها يستقوي على الأغلبية بالخارج وبالنكبات والعمالة والغدر, وهذا الشيئ إن نجح زمنا, لن يستمر طول الزمن, فلا العقل ولا الفطرة يقبلان بأن تحكم أقلية أغلبيه, وباعتقادي هوانتحار للأقلية المغتصبة لسلطة الأكثريه. وكما قيل "رحم الله إمراء عرف قدر نفسه فوقف عنده" تركي الربيش [email protected]