أنا المُطلَّقة , أنا المُعلَّقة , أنا الأرملة , أنا الفقيرة , أنا المُعنَّفة , أنا المريضة , أنا المُسنّة , أنا المُعاقة , أنا اليتيمة ... فأيّ مصلحة سأجنيها من إرسال لاعبة تعدو في ميادين لندن , و أخرى تتسلق قمم الهمالايا ؟! أنا المظلومة , والمعضولة , والمحرومة من حق النفقةِ والحضانة , فأين مساعيكم وجهودكم وملايينكم ومشاريعكم وأضواءكم الإعلامية , لتُنهي معاناتي وتفكّ قضاياي العالقة في المحاكم ؟!! أنا المريضة لم تتهيأ لي الرعاية الصحية الجيدة أولم يتوفر لي سريرا بمستشفى حكوميّ , أنا إحدى أولئك اليتيمات أوالمسنّات أو ذوات الاحتياجات الخاصة , ألقيتمونا في دور ومراكز الرعاية ثم أوليتم مهام الإشراف علينا للعمالة من شتى الأديان والأجناس , دون رقابةٍ أو متابعة .. فأين الأمير والوزير والإعلاميّ عنّا ؟! أنا الباحثة عن فرصةِ عمل أخدم بها نفسي ومجتمعي , أنا المحتاجة أقاسي وأسرتي العوز وضيق ذات اليد , أحتاج مالاً يكفيني ويغنيني , وعملا آمنا مناسبا أحقّق فيه ذاتي وأسدّ به حاجتي , فلا أجد إلا من يخيّرني بين عملٍ مع الرجال وبين أيديهم وتحت ناظريهم أو بقائي تحت سياط الفاقة ! ألست أحرى باهتمامكم وحرصكم وقراراتكم يا مسؤولي بلادي ؟! أنا المرأة السعودية لي مشاكلي ككل نساء العالم , ولي طموحاتي ونجاحاتي وإنجازاتي أيضا ككل نساء العالم , فمن لطّخ الصورة وعبث بالحقيقة فأوهم الجميع أن غاية المطلب والحلم والهمم أن أصل لملعبٍ دوليّ ؟! أنا المرأة السعودية يعلم الناس في مشارق الأرض ومغاربها , أن ديني هو الإسلام الذي فرض الحجاب والاحتشام والحياء , وأن واقعي وفطرتي وعروبتي تأنف الابتذال بالاستعراض والتمايل والتثنّي أمام الرجال , فما أخطرها وأشدّها من خيانة وإساءة لنا بأن يرسلوا للمحافل الرياضية الدولية من تنقض كل تلك المبادئ والمسلّمات ثم يقولوا تلك تمثّل رسميا المرأة السعودية المسلمة !! ما هذا الاستخفاف بشرع الله , والامتهان لكرامة المرأة واستغلالها ؟ كيف ندفعها للندن تَضرب وتُضرب , أو تعدو حتى تلهث ويتصبب عرقها وتنقطع أنفاسها ؟!! لأجل ماذا ؟ أن نحصد مركزا أو "ميداليةً" لم يحصدها الرجال على ما أنفقنا عليهم من مليارات ! أم ليرضى الغرب ويُقال عنا متحضرون ؟ وسحقا لها من حضارة هذه هي مقاييسها ونتائجها ! . رئيس اللجنة الأولمبية الدولية البلجيكي جاك روغ يعرب عن سعادته وترحيبه بالقرار التاريخي الذي اتخذته السعودية بالسماح للاعبتين سعوديتين "جودو , عدو 800م " بالمشاركة في أولمبياد لندن , وقبل هذه التصريحات لروغ كانت قد عبّرت كثير من المنظمات الغربية عن احتفائها بهكذا قرار ! ولا يُلامون على مواقفهم فقد سارت المركب وفق مايشتهون فقد ضمنوا أن من أرسل المرأة السعودية لتصارع بلندن أمام ملايين الرجال لن يضيره أو يستثير غيرته ونخوته واعتراضه أي أمر تفعله او يُفعل بها بعد ذلك ! ولكن ماذا عنّا نحن السعوديات الرافضات لمسألة تمثيلنا رياضيا في الخارج , لماذا يتجاهل المسؤول قيمنا ورغبتنا ويفرض علينا مايؤذينا ويسيء إلينا فالأغلبية الغالبة من نساء البلد يرفضن رفضا قاطعا هذا الأمر . الرئيس العام لرعاية الشباب تحدّث عن شروط إشراك السعوديات دوليا " اللاءات الثلاث" : لامشاركة بدون حجاب شرعي , لا مشاركة إلا بوجود مَحْرم , لا مشاركة مع الاختلاط .. وهذا كله مجرد هُراء واستهانة بالعقول ! فأين الزي الرياضي عن الحجاب الشرعي الساتر الذي لا يصف ولا يشف ؟ وأيّ محرم سيُسمح له بمخالفة القوانين وكسر الأنظمة التي تمنع دخول غير الرياضيين للمنشآت والمراكز والأسكان المخصصة فقط للاعبين ومدربيهم ؟ وأيّ فصل بين الجنسين في لندن ؟!! ومع ذلك أليست " لا " واحدة يا سمو الأمير ستكون خيرا من " لاءاتك " الثلاث ؟! " لا " واحدة كانت ستكفينا وتكفيك شرّ هذا الباب الذي فتحته علينا بيديك , " لا " ليتك قلتها لكل ما يُرضي الغرب ويغضب الرب , "لا" تقولها ونقولها لكل أمر ترفضه المرأة السعودية لأنه لايتوافق مع قيمها الدينية والاجتماعية التي تفتخر بها . رسالة أخيرة أوجّهها للقيادات النسائية المؤثرة في بلادي وداعيات الفضل والصلاح فأقول : الشأنُ شأننا والمسألة تتعلق بنا قبل أن تتعلق بصاحب القرار , وإن كان المسؤول قد خالف توجهاتنا وأصدر ما يضرّ بمصالحنا ويصادم قناعاتنا فولاة الأمر لن يرضيهم ذلك , أطالب بتشكيل عاجل لوفدٍ نسائي من الداعيات والأكاديميات للقاء خادم الحرمين حفظه الله أو ولي عهده , لطرح القضية وإيصال صوت ورأي المرأة السعودية وحقها في درء هذا الباطل والمكر عنها , ورغبتها وإرادتها الجادة أن تقرر مصيرها ومستقبلها وخياراتها بما تريده هي لا ما تمليه عليها قوى الإفساد في الداخل والخارج . https://twitter.com/ReemAlatef