أثناء الإنتخابات الرئاسية المصرية رأينا الهستيريا التي بدت على أنصار التيارات العلمانية والليبراليه, عندما استفاقوا على الحقيقة المره, وهي أن الشعب رفضهم ورفض نهجهم وهو بصدد اختيار أصحاب النهج الإسلامي للرئاسة بعدما اختارهم للبرلمان, وهذا يعني الخروج بالجملة من المشهد السياسي.. حينها أدركوا أن مقاليد الحكم التي كانت بأيديهم ردحا من الزمن وانفلتت منهم قد يخسروها الى لأبد, فشنوا هجمتهم الشعواءعلى الإخوان لإسقاط مرشهم, مستخدمين مراوغاتهم وأساليبهم المعروفة فلم يفلحوا,لأن الشعب فرض رأيه في النهاية, فرجعوا خائيبين مكسوري الجناح. لكن المشهد يبدوا أنه لم ينتهي عند هذا الحد, وبما أن الأصول السياسة تحتم على المعارضين احترام العملية السياسية والرضا بالرئيس المنتخب أيا كان, صمت ليبراليو مصر, ففوجئنا بمن حمل رايتهم, حيث نهض ليبراليوالخليج وخاصة في السعودية, وسعروا حربا لا مبرر لها على الرئيس المنتخب والحزب الذي ينتمي إاليه, في استباحة عجيبة لأهم مبادئهم التي ينادون بها وهي الديمقراطية!. أصحاب المنهج العلماني في الدول العربية يعيشون اليوم في مأزق وحالتهم يرثى لها, ويقال إن رهانهم الآن بعد سقوطهم هوأن يفشل التيار الإسلامي في إدارة البلدان التي استلم فيها الحكم. هنا ليس لك إلا أن تتعجب من صفاقة هذا التيار الأقلوي في بلداننا العربية, والذي حكمها طوال الستين سنة الماضية, فكان كالخصم المسلط على رقاب الشعوب, فاستحقت فترة حكمه لدولنا أن تلقب وبجدارة بفترة العصور العربية المظلمة "مجازا"! ماذا جنت دولنا وشعوبها من حكم العلمانيين والليبراليين لبلداننا ؟ ورثنا شعوبا فقيرة منهارة فاقدة للكرامة, ودولا فاشلة في كل المجالات وعلى أعلى المستويات, وهذا بلاشك ناتج عن قلة النزاهة والإخلاص وسوء التخطيط وضعف الرقابة والهيمنة على القضاء... داخليا تفشي الفساد المالي كإهدار المال العام والسرقة والرشوة والإبتزاز والتزوير والمحسوبيات بكافة أشكالها, والفشل في استحداث البنى التحتية في البلاد العربية قاطبة, والفشل الإقتصادي المريع, والفساد الإعلامي والأخلاقي, ومحاصرة الدين, وشن الحرب على ممارسيه, ومكافحة تعليمه, وقمع خيارات الشعوب, ومحاصرة الفكر ,وتكبيل الحريات, وقمع المفكرين, وضرب المعارضين بيد من حديد ,ونشوء عبادة الصنم "الحاكم"... وخارجيا سوء إدارة البلدان سياسيا, فتجد الخنوع للخصوم, والتفريط في الحقوق الاقتصاديه وكرامات المواطنين, وتفضيل مصالح الغير على مصالحنا كشعوب في عقر دارنا, وتشجيع تفكك دولنا العربية وفق أجندات مشبوهة, والغدر بالبلاد والعباد على كافة المستويات, والاستعداد التام للتفريط بأي شيئ مقابل دوام كرسي الرئاسه والسياده, وفي المقابل نرى نجاج كثير من دول العالم في تلك الفترة والتي كانت كثير من الدول العربية موازية لها أوتتفوق عليها ... هذه هي الذكرى الباقية لنا وللأجيال القادمة من حكم العلمانيين, اللذين لم يتركوا لهم بصمة طيبة تشفع لعودتهم, سوى الخراب والدمار والإفساد والعمل السياسي المشبوه, تجربة مريرة تلك التي عاشتها شعوبنا على أيديهم, وحق لها أن تكرههم وتكره نهجهم وتجربتهم .. مهما بلغ التيار الإسلامي من سوء في إدارة البلدان التي تسلم فيها الحكم, فلن يكون أكثر سوءا من تجربة العلمانيين, ويكفي الإسلاميين تجربتهم في تركيا حينما استلموها من العلمانيين بلدا على حافة الإفلاس فقادوها إلى الازدهار, وجعلوها محورا سياسيا هاما في المنطقه.. تركي الربيش [email protected]