اللقاء الذي أجراه الإعلامي مارسيل غانم مع رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل – في برنامج (مباشر) على شاشة إل بي سي – جدير بالتأمل. من الواضح أن ليبيا تتجه إلى أحضان الإخوان المسلمين في مرحلة ما بعد القذافي. وقد أكون مخطئاً! تجربة الإسلام السياسي في الحكم غير مبشرة، من إيران إلى أفغانستان والصومال، لكن مهما كانت خطايا الإسلام السياسي وكوارثه، فإنه لن يصل إلى سوء حكم القذافي في ليبيا أو آل الأسد في سوريا، سيكون أقل سوءاً. لقد وصل تردي الأنظمة العربية إلى درجة أن يكون حكم الشيطان حالاً أفضل. كما أدت نكسة 1967 إلى هيمنة التيار الإسلاموي شعبيا، فإن تقاعس الأنظمة العربية عن الإصلاح وقمعها للتيارات الليبرالية الإصلاحية، أسقط شعوبها ثمرة ناضجة في أحضان “الإسلاموية”. ربما يكون عام 2011 فاتحة تغيرات جذرية تطال التيارات الإسلاموية نفسها، لا أعتقد أن حكماً إسلاموياً في ليبيا سينهج القمع السياسي بعد حكم القذافي، لكن كما كانت بعض الأنظمة العربية تمارس القمع السياسي في مقابل الانفتاح الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، أخشى أن نشهد – مستقبلاً – أنظمة إسلاموية تنتهج خطاً مقابلاً: القمع الاجتماعي والثقافي في مقابل الانفتاح السياسي والاقتصادي. وهذه الصيغة – كما سابقتها – غير قابلة للاستمرار أو الحياة.ربما تكون مرحلة “الإخوان المسلمين” جسراً للمرحلة الليبرالية، وربما تكون حفرة مظلمة تقود إلى استبداد ديني أشد وطأة من الاستبداد العسكري، الأكيد أن ليبيا – وبعض الدول الثائرة الأخرى – ترقص مع الشيطان، والشعب الذي خرج من قمقمه لن يعود إليه، وسيعلم الذين ظلموا إلى أي منقلب ينقلبون! توضيح واعتذار: ورد في مقالي (الخميس) عن سعد الدين الحريري، جملة بدت أنها تتهم الطائفة الشيعية في لبنان باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لذلك وجب التوضيح، أن المقصود هو اتهام الجهة السياسية التي ينتمي إليها المتهمون الأربعة، دون أن ينسحب ذلك إلى الطائفة الشيعية الكريمة، مع الاعتذار عن الخطأ