رأينا الليبرالية في بلادنا فوجدناها تتخذ من الغدرات نهجا ومن البهتان مطية, كي تطل برأسها فوق سماء المجتمع ... رأينا الليبرالية في بلادنا فوجدناها تعد المكائد, وتنصب الفخاخ كي توقع بفرائسها... رأينا أتباع الليبرالية في بلادنا فوجدنا أنهم محتزبين على التآمر, لايصدهم شرف نزيه ولايبالون بحرمة برئ , يعملون في ظلمة الليل لقلب الحقائق, وإحقاق البهتان... رأينا أتباع الليبرالية في بلادنا, فوجدناهم غلاة فكر ورأي, يستنجدون بالشارد الشاذ في حججهم كي يسوقوا.. رأينا أتباع الليبرالية في بلادنا, وهم من رأى في الديمقراطية وحرية الفكركتابا مقدسا, فوجدنا أنهم من أكثر الأصناف قمعا وترهيبا للرأي والطرح المنافس ... رأينا الليبرالية في بلادنا, وتمحصنا فروسيتها , فاذا بها في الميدان ترتكن على التدليس والتمويه لتشويه صورة الرموز والمعتقد ... ماهكذا تورد الإبل أيها الليبرالي إن كانت بك روح لمقارعة أقرانك, فالمنافسة ترتكز على صدق النقل, وجلاء البراهين, وصوابية الحجة... إن كان طبع الليبرالية كما رأيناه وهي في طور بزوغ شمسها في مجتمعنا, وما تكشف لناعلى لسان بعض ممن اعتنقوها, فأبشروا بليبرالية ستكون وهن الأمة ومرضها الجديد, لأنها الوريث الشرعي لكل الأيدلوجيات الهالكه, التي أعيت الإسلام والمجتمع طوال العقود الماضيه, كالشيوعية والقومية والعلمانية التي هي وجه منها... الليبرالية هي الموضة في بلادنا اليوم, لكل من يروم تسلق سلم الثقافه طلبا لعليائها, لأن في أطروحاتها ابتزازا للمعتقد وشطحا عن المألوف يميز صاحبة, وهذا ما نراه اليوم ... كلمة ليبراليه مشتقة من الكلمة اللاتينيه Liber التي تعني الحرية, وهي التحرر المطلق من كل القيود وعلى رأسها الدين... في الليبراليه يكون الإنسان متحررا من كل شئ, يقول مايشاء, يفعل مايشاء, يعتقد مايشاء, يحكم بما يشاء... هو أقرب مايكون إله نفسه, قال تعالى " أرأيت من اتخذ إلهه هواه"... الليبرالية تتبرأ من الإجابة على الأسئلة المحيره ك... هل هناك إله, وهل هناك حياة بعد الموت, و هل هناك حساب, و هل هناك جنة أو نار, وهل هناك شيطان.. الخ... لأنها تقول لك ببساطة جاوب ماتشاء على ماتشاء, وكل شئ خاضع لرأي الأغلبيه, كما أنه لاتوجد حقيقة مطلقة سوى التغير... يبقى أن نقول إن دعاة الليبرالية ينقلبون على أنفسهم كثيرا, فإن كان هناك اختيار من قبل الشعب للإسلاميين, فإن الليبرالية منتهجة رأي الأغلبية, تتضجر وتنزعج, متهمة الشعب بسوء التوجه وفساد المزاج, وأنه ليس أهلا للإختيار, بل ويحتاج للوصاية عليه... عجيبة تلك المتناقضه فيك ياليبراليه !! تركي الربيش [email protected]