كنت أشعر أن الساعة الثامنة مساءا , وقت يمر مرور الكرام في اليوم مقارنة بالثامنة صباحا بداية الدوام ... وهي أيضا ليست بزخم التاسعة مساءا الموروث حيث ارتبطت بالأخبار على قناة السعودية منذ القدم ... وجاء داوود الشريان هذا الكاتب والإعلامي ليسيطر على الثامنة ويغير مشاعرنا السابقة عنها... الذي يذهلك هي قدرته على صياغة برنامج بهذا الحجم والضيوف بعفوية المحترف ودخوله لقلوب متابعيه بمختلف أجناسهم وثقافاتهم ... لقد حركت أيها المبدع مياه راكدة وأصبحنا نحب الثامنة واستوليت على الثامنة بتوقيت السعودية. وأصبحت الوزارات والإدارات تخشى من سطوة الثامنة على أحد التجاوزات أو المخالفات التي قد تصل إلى مسامع داوود الشريان ... إننا نريد بالإضافة إلى عمل دائرة التركيز هذه على تلك الأحداث والتجاوزات أن يصاحبها حلول كما طالبت كثير من ضيوفك وكذلك لهم الحق بعد تعديل تلك الأوضاع بأن تبرز للإعلام فالعودة عن الخطأ فضيلة .... وما ميز برنامج الثامنة أن القضية ليست لمجرد النقد أو كما يقال عقدة المسئول بل أن ضيوفه هم شهود عيان ومرتبطين بالقضية مباشرة فتجد الحديث مركز وهادف وليس حديث عام ومرسل لا يقدم ولا يؤخر. ونتمنى من صاحب الثامنة أن يتجه أيضا إلى وزارة الإعلام التي لا نعرف ما دور الوزارة في هذا الوطن ولا حتى أنظمتها في متابعة ما يتعرض له نسيجنا الاجتماعي والوطني من اختراقه بقنوات تكرس القبلية والطائفية وعمل القنوات والإذاعات الخاصة والجديدة التي لا يمكن تصنيفها حتى الآن ولكن لابد من متابعة ماذا أضافت هذه الاذاعات الجديدة وطبيعة برامجها التي كما وصفها الدكتور الفاضل ( علي الصقعوب) حينما سئل عن هذه الإذاعات الجديدة ومنافستها للإذاعة السعودية فرد بعبارة جميلة لقد آن لأبي حنيفة أن يمد قدميه... إن وزارة الإعلام تتسامح مع مسلسلات خليجية وضعتنا كدول متخلفة تتعاطى المخدرات وتلهث خلف النساء أو مسلسلات محلية جعلت من المواطن السعودي معتوه أو غبي أو متخلف وأضحكت علينا القاصي والداني وبأموال الوزارة التي شجعتهم واشترت أعمالهم وتعرضها في وقت الذروة في شهر رمضان... وبدلا من مواكبة التطور في مشاريع الدولة ومتابعة المنجزات أصبحت برامج مرحبا بالضيف الكريم هي السمة وقليل التكلفة إن صناعة الإعلام المرئي ليس بالكلمة بل بقدرته على التأثير بالصورة والموقف أولا ... وهذه أبجديات في الإعلام فأين البرامج الوثائقية عن مشاريع الدولة وخاصة ما تم تشييده في الأماكن المقدسة والرياض وينبع و الجبيل والمدن الجامعية .... وكذلك البرامج الرياضية التي تكتفي بالتحليل والقال والقيل وإثارة مواضيع قد تنهك المسئول وتحبط من عمله لمصالح المحلل الرياضي وميوله الرياضية فلا برامج وثائقية تنتج محليا عن كل من خلد اسمه في الرياضة السعودية من لاعبين ورؤساء أندية وبطولات حصلت عليها منتخباتنا والأندية ... إن شبابنا نجح في تقديم نماذج مشرفة في الإعلام في كافة مجالاته ... ولكن يبدو أن لدينا أزمة معدين برامج ولا بد من تطوير هذا القطاع الهام سواء في الإعلام الحكومي أو الخاص .. إننا نتكلم حبا في وزارة الإعلام فهي الواجهة الحضارية لأي تقدم وتطور يحدث في هذا البلد وهي مرتكز التأثير في أي مجتمع ... وهي قادرة على أن تقدم الكثير وربما لديها أمور وصعوبات لا نعلمها تقف دون تحقيق طموحاتها ... وآمالنا فيها كبيرة ولذلك تحتاج لبرنامج الثامنة وللمبدع داوود الشريان . همسة : أجمل ما في ثامنة الشريان أن جميع الحضور متفقين على حب الوطن ... فكم نحن بحاجة لمثل هذه البرامج . د.سلطان بن فيصل السيحاني