في البداية أنا لا أعرف سعادة الأستاذ داوود الشريان و لم أتشرف بمقابلته. و لكن تابعته منذ زمن طويل و خاصة عندما كان أحد السعوديين القلائل الذين بدأوا التعامل مع وكالات الأنباء الغربية. و إذا لم تخني الذاكرة كانت (أسوشيتد برس). و زاد إعجابي به قبل فترة لتبنيه تسليط الضوء على أمور اجتماعية و سياسية و اقتصادية تهم المواطن السعودي بالدرجة الأولى. و أنا أعلم أنه مذيع محترف و له أسلوبه الخاص. و هذا أمر طبيعي. فلكل مذيع في مكانته طريقة في الطرح و الاستفسار. بل أنا اسمية (لاري كنج) السعودية. و في الحلقات التي تابعتها في الفترة الأخيرة و التي كانت آخرها حلقة الثامنة في مساء يوم الثلاثاء الماضي و التي تحدثت عن مشاكل التعليم و المعلمين و المدارس. و كان ضيوف الحلقة توجه لهم أسئلة كثيرة و لكن الأستاذ داوود كان يتحدث أكثر منهم. و أنا لا أعرف سياسة ال أم بي سي حيال أسلوب إدارة النقاش و ما إذا كان هذا ما يريدونه لزيادة حرارة النقاش. نحن نعلم بوطنية و إخلاص الأستاذ داوود. و لكن بودنا كمشاهدين أن نسمع أكثر من الضيوف حتى نعرف ما في جعبتهم و نقارن ما يقولون و بما هو موجود على أرض الواقع. و لكن في نهاية الأمر فإن المتابع لجميع المحطات العالمية و التي تقوم بتقديم برامج مماثلة، هو أن نسبة الحديث لمقدم البرنامج و ضيف البرنامج تكون عادة 10 بالمئة لمقدم البرنامج و 90 بالمئة للضيف. لأن المشاهد يريد أن يسمع ماذا لدى الضيف من أجوبة على الأسئلة. فالضيف في نهاية الأمر هو من سيتم تقييم إدائه و اجاباته. و كذلك فإن المشاهد يريد أن يسمع ماذا قدمت الجهات الحكومية و القطاعات الخاصة من خدمات عن طريق ضيوف الحلقة و الذين يمثلون هذه الجهات و الشركات. و إلا فانه في هذه الحالة من الممكن تغيير نمط البرنامج ليكون بأسلوب المحاضرة من مقدم البرنامج و يتم التعليق من الضيوف بأسلوب تقديم المعلومة و يقوم مقدم البرنامج بالشرح و يكون عادة من المتخصصين في مجالات كثيرة. إن البرامج التي قدمها و يقدمها الأستاذ داوود ممتعة بكل المقاييس. و فتحت آفاقا واسعة لما يتم طرحه و بشفافية لأمور لا بد من مناقشتها. و لكن حبي للأستاذ داوود جعلني أود أن تكون برامجه نواة لأسلوب راق لحل الكثير من المشاكل و تسليط الضوء عليها. فنحن نعلم بوطنية و اخلاص الأستاذ داوود. و لكن بودنا كمشاهدين أن نسمع أكثر من الضيوف حتى نعرف ما في جعبتهم و نقارن ما يقولون و بما هو موجود على أرض الواقع. و لكن أعلم يا أستاذ داوود أنك كبير سواء في أسلوبك أو طروحاتك.