التطور الذي تشهده معظم قطاعاتنا الحكومية يأتي بالتدريج ، سنة تلو الأخرى ، حتى يصبح القطاع متكاملاً يقدم أفضل خدماته للمواطنين ، والقطاع الصحي من أهم القطاعات التي تحتاج إلى تطوير متواصل ، كونها تتعلق بصحة وحياة المواطن . مستشفى البكيرية العام الذي أفتتح منذ أكثر من 26 عاماً وبالتحديد عام 1406 ه ، قد يكون هو القطاع الحكومي والمستشفى الوحيد الذي أخذ يسير باتجاه معاكس في التطوير ، حيث أفتتح متطوراً تتوفر فيه جميع التخصصات الطبية والفنية ، وعدد كبير من الأطباء الاستشاريين من جنسيات عالمية ، تعمل تحت إدارة قوية متمكنة وحازمة ساهمت كثيراً في أن يسير العمل وفق ما خططت له وزارة الصحة ، حتى أصبح المستشفى من أفضل المستشفيات في منطقة الفصيم ، وبصفتي أحد من تشرف العمل في هذا المستشفى خلال سنواته الأولى ، كان هناك محاولات لسحب الأطباء الاستشاريين ، ونقلهم إلى مستشفيات كبيرة في المنطقه ، لولا الوقفة القوية من إدارة المستشفى حول تلك المحاولات . خطط سحب ونقل الأطباء كانت مستمرة مع مرور السنوات ، البداية كانت بنقل مدير المستشفى العقبة الرئيسية في تلك المحاولات ، وبعدها أخذ المستشفى الاتجاه المعاكس في التطور ، وتم سحب ونقل الأطباء الاستشاريين ، أهمهم أخصائي القلب ، وأخصائي العناية المركزة ، ليظل المستشفى بدون أخصائي القلب وأخصائي العناية المركزة منذ فتره ليست بالقصيرة ، حيث يتم عرض الحالات القلبية على الطبيب العام أو أخصائي الباطنية الذي يقوم بتشخيص الحالة وتقديم العلاج أو تحويلها إلى مستشفى الملك فهد التخصصي في مدينة بريدة ، وهذا بلا شك معاناة قوية للمريض ولذويه خاصة أن معظم تلك الحالات هم من كبار السن . المسشفى حالياً يعيش أسوأ حالاته من حيث عدم توفر الكادر الطبي المتمكن ، لذا أصبح من الضروري جداً توفير التخصصات التي يفتقر لها خصوصاً أخصائي القلب ، وأخصائي عناية مركزة ، وأخصائي العيون ، وغيرها من التخصصات الطبية والفنية لي يفتقر اليها . ختاماً..أوجه دعوة لمعالي وزير الصحة لزيارة المستشفى ، ليطلع بنفسه على الإمكانات الطبية المتواضعة ، وعلى جدية سير العمل فيه لعل وعسى يعود هذا المستشفى لعصره الذهبي ... والله من وراء القصد. ودمتم بخير .. علي عبدالله الشمالي [email protected] البكيرية