هناك مبدعون يقبعون بالخفاء في مختلف المجالات وفي كل المجتمعات وعندنا في السعودية فئة وشريحة من هؤلاء لا تعد و لا تحصى لكنهم امتنعوا عن نشر مواهبهم وإخراج مكنوناتهم بإرادتهم ولظروفهم التي لا يعرفها غيرهم . أحيانا اجلس مع أفراد ذكور وإناث سواء أقرباء أو أصدقاء أو زملاء عمل يمتلكون قدرات خارقه لتشخيص الواقع وتحليل الظواهر واستقراء المستقبل ، اكتشف من رسائلهم أو من طريقة حواراتهم استنتاجات مبهره ومخزون معلوماتي ثقافي هائل ، إن تكلموا حبسوا الأنفاس وإن صمتوا اثاروا الإعجاب لكن مشكلتهم تكمن في النأي بمداد قلمهم عن إعلان رؤاهم ومنطلقاتهم وأفكارهم بعيداً عن الأضواء فأتساءل بحسرة وبعامية مجتمعنا الطيب التلقائي (وش لو يكتبون ذولا بالجرايد ؟ ) أي إبداع سنقرأ وأي مقالات ستمتعنا وتزيدنا ثراءً ومعرفة ؟ لكن كما قلت يقبعون والقبع لغة : الانزواء والاستتار ولا اعلم حتى هذه اللحظة سر ذلك الانزواء داخل سجن أفكارهم الخلاّقه دون نشرها . ومع كل هذا الفضاء الرحب بالكتّاب والمشاركين وضوضاء الحروف في منتديات التواصل الاجتماعي إلا انني اعتقد ان هناك شي لم يذكر من خبايا الفكر المسكوت عنه .. يمتلكه .. فقط .هؤلاء الذين يجلسون كالجبال الشامخة في عتمة الليل وحبال افكارهم تلامس عنان السماء . وبمناسبة الكتابة في الصحف الورقية والالكترونية فإنها بالتأكيد خطوة رائعة وجريئة تحتاج الى الثقة والاعتداد بالرأي والقدرة على الاجابة على تيار المعترضين والمؤيدين وشيئا ً من(الغشامة) والمغامرة الفكرية وهي نقله نوعية في مسيرة الانسان بشرط امتلاك الادوات والإمكانيات . وإذا اتخذ الانسان قرارا بالكتابة فلا بد من وجود اهداف تدفعه ومسوغات تشجعه على ذلك سأسرد بعضاً منها وهي وجهة نظر شخصية : الاحساس بأن الصحيفة جزء من الحياة اليومية و لا بد من المشاركة فيها بموضوع مناسب رصد الملاحظات اليومية والتعليق عليها أو التعقيب على الكتّاب والمشاركين. الاعتقاد ان هناك قضايا على الساحة لم يتم طرحها في الصحف . حب الخير للجميع والرغبة في توجيههم وإرشادهم . بحث الكاتب في ثنايا الجريده عن مشاركته فيه نوع من الاثارة والمتعة والتشويق معرفة مدى المخزون المعرفي والعلمي والثقافي . حب الشهرة والظهور وتوسيع دائرة العلاقات . زرع الثقة بالنفس واثبات للذات . القيام بشي جديد وتغيير الروتين اليومي شريطة ان يكون الشخص قادر على ذلك . الكتابة فيها تنفيس فكري وارتياح عقلي . زيادة الخبرات في بعض الجهات تطلب من الشخص مشاركاته الصحفيه . الرغبة في سماع اصداء الناس حول الافكار المطروحة وردة فعلهم تجاه جودة صياغة المقال . وبعد .. فإن هناك كتّاب لا تنطبق عليهم هذه المبررات وعندهم أسباب اخرى لكني اوجزت ما اعتقد انه محفز لإقدام البعض على المشاركة من منظوري الخاص قد يوافقني البعض ويختلف معي الكثير. اخيرا اتمنى ان تكون مقالات كتّابنا في صحفنا موافقة لديننا الحنيف غير مخالفة لشريعتنا الغراء . عبداللطيف التويجري . الطرفية [email protected]