مع الأسف أن كثيرا من مشرفي صفحات القراء في صحفنا المحلية ،يمارسون الانتقائية والمزاجية في عملية نشر مايردهم من مقالات وتعقيبات من القراء المتابعين لما ينشر في صحفهم المحلية أو ما ينشر في الصحف بشكل عام ،فصفحات تعبير الرأي العام للقراء مخصصة لعرض أرائهم العامة ،وتسجيل تعقيباتهم حول هموم المجتمع، سواء ما يتعلق بالقضايا الاجتماعية أو التعليمية أو الصحية أو غيرها ،أو التعليق على مقالات كتاب الصحف ،وهي النافذة المفضلة لكثير ممن عشقوا الكتابة ورأوا فيها وسيلة تدفعهم للقراءة ، وكثير من القراء يفوق كثيرا من الكتاب المتعاقدين مع الصحف ولديهم رؤية في الطرح والمعالجة ،قد لا تتوافر في الكتاب إلا أن شعور القراء بسيطرة ثقافة الانتقائية على مشرفي صفحات الرأي العام ، يجعلهم ،يتجهون للنشر في مواقع أخرى سواء صحف ورقية أو في الإنترنت ،وأنا استغرب حينما تكون تلك الانتقائية أو رفض النشر في زمن لايعدم فيه عاشق الكتابة من وجود مساحات واسعة من النشر في الصحف الاليكترونية ،والمواقع والمنتديات والمدونات والمجموعات البريدية والتي تتميز عن الصحف الورقية في كونها توفر للكاتب تفاعلا مباشرا وردات فعل يمكن أن يتحصل عليها دون الانتظار طويلا ليقرأ ردة فعل الناس حول ماسجل من رأي ،مع الأسف أن نشعر بهذه الانتقائية ممن يصنفون أنفسهم بالنخبة المثقفة، ويثرثرون كثيرا عن المناطقية والجهوية وهم يمارسونها، لكننا قد نجد العذر لهم، فهم إما رهن خط صحيفة (لاتريد مخالفة النهج الذي اتخذته وبات معروفا) أو (أنهم مقيدون بآراء رؤساء تحرير صحفهم ومايمليه قلمهم الأحمر عليهم لأن هذا القارئ أو ذاك يكتب مايخالف منهجهم ولايريدون إلا مقالات تعزز أفكارهم ) وكلا الأمرين تعبير عن عدم احترام وجهات النظر وإن خالفت رؤية البعض ،وأنا أعلم أن كثيرا من كتابات القراء فيها اعتدال ووسطية ،أكثر من الآراء المتطرفة التغريبية التي تطغى على 90% من كتاب الصحف اليوم.لكن الكاتب القارئ الجيد لايستجدي النشر وفرص النشر أمامه قد تعددت وسائله وأساليبه. [email protected]