لاأدري بالتحديد ما الوظيفة التي يمارسها الشيخ يوسف القرضاوي المصري الأصل القطري الجنسية, فهل هوداعية يدعو إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة وبالتالي عليه أن يلتزم بمبادئ الدعوة إلى الله ويجسدها سلوكا , ويتصف بما تمليه عليه متطلبات الدعوة من رفق ولين وقول حسن وصبر وإيثار وإحسان الظن بالناس وكف للأذى وإتباع للحق ورد للباطل دون أن تأخذه في الله لومة لائم , أم أنه مصلح اجتماعي يؤلف بين القلوب ويوجه الناس للسلوكيات المرغوبة , أم أنه محلل سياسي له في كل حرب أوثورة أوخلافات دولية قرص ,يحلل ويطرح الآراء والحلول كما فعل في كل ثورات الربيع العربي, فطرح أرائه في الحكومات التي رحلت , وأختطف ثورة شباب مصر إعلاميا حين تصدر الجموع وكأنه من حقق المعجزات ؟ . وجدت القرضاوي خلال الفترة الزمنية القريبة قبل موجات الربيع العربي وبعدها يمارس كل الوظائف تحت غطاء الداعية المتدين فلا يتردد في الخوض في أي شيء يفتي ويشرع في برامجه الدينية عبر قناة الجزيرة القطرية , ويحلل ويحرم وينتقد الحكومات والأفراد , وتجده في مواقف أخرى يتقمص شخصية المحلل الاقتصادي فينظر في عمق عالم الاقتصاد ويخوض بكل رحابة في مشكلاته , ولابأس لديه أن يدلي بدلوه في الدورات الرياضية وعالم الفن وعمل المرأة وقيادة المرأة السعودية للسيارة .لاتستطيع أن تحدد الوظيفة الأساسية للقرضاوي حتى صار " بتاع كله " وكأن المهم عنده أن يظل تحت الأضواء المغرية , والظهور لأطول وقت للتجاوب مع المشاهدين بكافة مشاربهم ومختلف أذواقهم ليحقق مايطلبه المشاهدون , وهو بذلك يقدم نموذجا سيئا لصغار الدعاة الصاعدين بظهورهم الطاغي وعشقهم المجنون للشهرة والبقاء تحت الأضواء كل الوقت . قد يقبل من القرضاوي أن يدلي بدلوه في قضايا تخص بلده الأصلي مصر , ومنتظر منه أن يسمعنا رأيه فيما يخص الدولة التي استضافته ومنحته الجنسية رغم أنه لم يجرؤ من قبل ولن يجرؤ من بعد لأسباب يعرفها جيدا, ولكن أن يسمح لنفسه بالتداخل والمداولة في قضايا دول خليجية ذات سيادة فهذا التصرف الأحمق لايرضاه أحد , ولمن تطاول عليهم حق الرد واتخاذ الإجراءات القانونية بحقه , وقد تعدى حدوده عند الحديث في قناة الجزيرة عن دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وإبعادها لسوريين عن الإمارات عقب مشاركتهم في مظاهرة منددة بالنظام السوري أمام قنصلية بلادهم في دبي , وهذا مادفع قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان للاتجاه فعليا لإصدار مذكرة إلقاء قبض بحقه , وبرر الفريق ضاحي هذه التدابير الفورية أنها تأتي في سياق نهج الدولة مع أي شخص يسب الأمارات ويصفها بأقبح الألفاظ بملاحقته بحكم العدالة. القرضاوي وقع في خطأ جديد ضمن أخطائه المتكررة واجتهاداته غير الموفقة فالإمارات دولة مستقلة ذات سيادة من حقها أن تتخذ أي إجراءات داخليا لمنع أي عبث فهي ليست ساحة مشرعة لتصفية حسابات بين ممثلين لنظام ومقهورين من هذا النظام المجرم , ولا تنتظر من القرضاوي أوغيره الوصاية على شئونها أو إرشادها لكيفية إدارة الأمور. القرضاوي وضع نفسه في هذا المأزق , والإمارات لن تمرره ببساطه وعلى الشيخ الطاعن في السن أن يعتبر ويترك عنه هذه الحماقات " ويشوف أكل عيشه" د.عبدالرحمن الشلاش [email protected] تويتر: @abdulrahman_15