في تصاعد جديد للأزمة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجماعة "الإخوان المسلمون" في مصر، دعت الدولة الخليجية الحكومة المصرية إلى توضيح موقفها بشأن تصريحات أدلى بها أحد أكبر قياديي الجماعة الإسلامية، التي يشغل نوابها غالبية مقاعد البرلمان المصري. ووسط تكهنات باحتمال تفجر أزمة جديدة بين القاهرة وأبوظبي، قال وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد، في صفحته على موقع "توتير"، "أتمنى على الحكومة المصرية الشقيقة أن توضح موقفها من تصريحات المتحدث باسم الإخوان، السيد محمود غزلان، المستهجنة تجاه الإمارات." كما أوردت وكالة أنباء الإمارات الرسمية "وام" أن وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور محمد قرقاش، التقى وزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو، على هامش اجتماعات وزراء الخارجية العرب بالقاهرة السبت، وطالبه بإيضاحات حول تصريحات الناطق باسم جماعة الإخوان تجاه دولة الإمارات. وتسارعت أحداث الأزمة الراهنة بعدما أدلى الداعية الإسلامي، الشيخ يوسف القرضاوي، بتصريحات انتقد فيها قيام السلطات الأمنية في إمارة دبي بترحيل عشرات من السوريين الذين شاركوا في احتجاج ضد أعمال القتل اليومية التي ترتكبها القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، ضد المعارضة في سوريا. وقوبلت تلك التصريحات برد فعل قوي من جانب القائد العام لشرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان، الذي شن هجوماً على القرضاوي، عبر صفحته بموقع "تويتر"، وتوعد بإصدار "مذكرة اعتقال" بحق القرضاوي، وأضاف أن "كل من سب الإمارات كدولة أو حكومة، ووصفها بأقبح الأوصاف.. سألاحقه بحكم العدالة." وبينما اعتبر خلفان أن ملف القرضاوي قد انتهى بالنسبة إليه، بعد وساطة أطراف خليجية مؤخراً، عادت الأزمة لتتفجر مجدداً، بعد تردد تصريحات منسوبة للمتحدث باسم جماعة "الإخوان المسلمون" في مصر، محمود غزلان، جاء فيها أن دولة الإمارات "لا تجرؤ" على إصدار مذكرة اعتقال بحق القرضاوي. وأضاف غزلان، بحسب التصريحات التي أوردتها بعض وسائل الإعلام المصرية،أن ما ذكره قائد شرطة دبي بشأن اعتقال القرضاوي، يعتبر "جريمة كبرى في حق المسلمين وعلمائهم"، مضيفاً "عار عليهم أن يقولوا مثل هذه الكلام." كما اعتبر القيادي الإخواني، بحسب المصادر ذاتها، هذا الكلام "حرباً نفسية وكلاماً غوغائياً.. وأن الإمارات لا تجرؤ على اعتقال الشيخ القرضاوي"، مضيفاً "إذا حدث ذلك لن تتحرك جماعة الإخوان المسلمين فقط، بل سيتحرك العالم الإسلامي كله ضد الإمارات." وكان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، قد ندد هو الآخر بتصريحات غزلان تجاه دولة الإمارات، ووصفها بأنها تصريحات غير مسؤولة، وتفتقد إلى الحكمة، وتتعارض مع ما يربط الشعوب العربية والإسلامية من روابط وصلات مشتركة.