لايغبط الإنسان نفسه حينما أراد القدر وجرت المشيئة بإن يجد أسمه مدرجاً ضمن حقول دفاتر الحضور والانصراف لوزارة التجارب بدلاً من وزارة التربية والتعليم الشيء الذي أسقط من مدونات هذه الوزارة بسبب تخبطاتها المتتالية ناهيك عن الحقوق المسلوبة قسراً من موظفيها ، قرارها الأخير بإرجاع ثلث المشرفين إلى الميدان التربوي ليس نابعاً من دراسة أو استطلاع أو توصية استشارية وأنما بنيت على رأي اغفل أهمية وجود المشرفين التربويين في الميدان التربوي ، لم تعد الوزارة تبحث عن جزر اللؤلؤ ومعادن الذهب والنحاس بين جنبات وأروقة الميادين التعليمية أو ما يسمى بجودة التعليم وإنما أصبح الخصم والخصيم هم ممن أدوا القسم للولاء لهذه المهنة قبل أن تكون مصدراً لقوتهم ، المشروعات لتطوير عجلة التعليم كثيرة ولايكاد يعلن ولادة مشروع جديد إلا وقد لاح في أفق وزارة( التجربة ) مشروع أخر دونما تظهر نتائج المشروع المولود أولا حتى أصبحت البيئة التعليمية منفرة لمنسوبيها الذين هم واجهتها ودلائل نهضتها ، القيم التربوية مفقودة في هذا الجهاز ! أين قيمة الصدق والعدل ؟ أين مصطلح الجودة في التعليم الذي ينتهي بمحاضرة على مسرح إدارات التربية والتعليم بوليمة دسمة وشهادات شكر للمحاضر وبطاقات دعوة لمحاضرة في مكان أخر ، لابد من وضع الخطوط العريضة لنهضة تربوية شاملة تكون موجهه إلى حل المشكلات التربوية ومسوغات تبنى على دراسة واقعية للميدان التربوي لعل من أهمها : 1. إقرار الحافز التربوي مادياً ومعنوياً لمن يتخطى أدائه الوظيفي المستحق عن 90% المقرر من لجنة مشكلة مهمتها ذلك التأكد من أقرار الحافز بناء على الأعمال المقدمة سواء بخفض نصاب الحصص أو علاوة تشجيعية ( درجة ) 2. كثيراً ما تزعج حركة النقل مديرو المدارس ومكاتب التربية والتعليم وشئون المعلمين في الإدارات فلماذا لا يتم التعيين بناء على الاحتياج المناطقي بالقرب من المنطقة أو القرية أو المدينة حتى يكون هنالك استقرار وظيفي دائم 3. صرف ميزانية الأنشطة والبرامج وليكن بيد مدراء المدارس ويعمل بذلك تقارير ترفع للوزارة أو الجهة المشرفة للتأكد من تنفيذ تلك البرامج والأنشطة 4. جعل المدارس مراكز للتدريب والتأهيل بدلاً من الدورات المتناثرة في كل إدارة تعليمية أو معاهد الإدارة العامة بمدن المملكة 5. مفاجاءة الوسط التربوي بإقرار حوافز الرتب للمعلمين وفق منهجية واضحة مبنية على جوانب معينة مثل عدد سنوات الخدمة ما لبث أن أعلن حتى عاود للاختفاء مرة أخرى مثل سحابة ركامية أسودت ولكنها لم تمطر وذهبت إلى مكان أخر 6. حبذا لو تم إيجاد وظائف خاصة بأمن التعليم داخل المدارس فالمشاهد للقضايا الأخيرة في الوسط التعليمي التي بدأت بضرب مدراء المدارس مروراً بالمعلمين وتنتهي بالقتل وبذلك أصبح الباب مشرعاً لمن أراد أن يختبر عضلاته بعيداً عن سلوك القنوات المشروعة لأخذ حق أبنه أن كان مظلوماً تجاه من علمه حرفاً ثم صيرته الظروف ليكون كبش فداء 7. يحرص منسوبو جهاز الوزارة على بزوغ فجر التامين الطبي من مشكاة النسيان المتعمد لدى مسئولي الوزارة ومبرر ذلك عدم اكتمال الإجراءات المنوطة بإقرار هذه الخطوة والتي ستفاقم مشاكل كثيرة إذا تذكرنا حقبة أقفال الوحدات الصحية المدرسية وتحويل مسارها إلى وزارة الصحة باعتبارها عبء أثقل كاهل وزارة التجارب ، وللعلم أن تلك الوحدات لا تقوم بتقديم الحد الأدنى للرعاية الصحية المثالية وليس المميزة ناهيك عن نقص الأدوية وسطحية الكادر الطبي في الكشف على المرضى الكثير من الإدارات التعليمية في مناطق المملكة تحلم مجرد الحلم ومن حقها ذلك طالما أن الحلم لايكلف شيئاً من ميزانية وزارة التجارب بإيجاد أندية رياضية للمعلمين على الرغم من وجود أراضي خصصت لتلك الأندية ألا أن الوعود أبقت تلك الأندية أسواراً فقط 8. الطالب هو المحور الأول في العملية التعليمية ولذلك تم التركيز على المحتوى التعليمي ( المنهج ) بالتطوير الممرحل وأغفل تطوير من يستخدم هذا المنهج سواء بالتأهيل لمواكبة هذا التطوير وأقحم بداخل هذا الزخم المتلاطم من الأفكار والرؤى الجديدة وقيل له أن كنت تجيد السباحة فانجوا بنفسك والأ جرفك طوفان التطوير الشامل إلى القاع 9. الكثير من المعلمين والمعلمات أسندت إليهم تدريس المناهج المطورة في مادتي الرياضيات والعلوم ولم يلتحقوا بدورات تأهيلية لفهم كيفية تقديم محتوى تلك المادتين لطلابهم وللمعلومية السواد الأعظم من هذه الشريحة هم من خريجي معاهد المعلمين والمعلمات التقليدية والذين بدورهم مرروا تدريس تلك المناهج لأولياء الأمور في المنازل . عبدالرحمن الشهري