كلمة سيخلدها التاريخ إلى الأ بد بل ستكون لؤلؤة جميلة تشع كل ألوان الحياة .. متى نستبدل أتعرف أحدا في المستشفى الفلاني أو الوزارة الفلانية بعبارة أهلا وسهلا أنت تأمر ولم نجلس على هذا الكرسي إلا لخدمتك وأمثالك من أبناء الوطن أونقول إحدى كلمات ولى الأمر خادم الحرمين الشريفين التى عمقت حبه لدى أبناء الوطن وأعجب بها كل من سمعها وهى عبارة جميلة سجلها التاريخ وستبقى نبراسا لكل مسئول مخلص العبارة هي ((أنا خادمكم بل أقل من خادم)) وان كان مستحيل سماعها من أي مسئول آخر في الدولة فتلك العبارة صارت في صفحات التاريخ كالنجم الساطع في كبد السماء لا بل هي كالقمر في ليلة البدر بل هي كلمة يتيمة لن تجد لها أختا طال الزمن أم قصر . وحقيقة أن عبارة أتعرف سيستمر استخدامها إلى حين أن تصحو الضمائر وتخاف من العقاب قبل العتاب أقول لقد رددت تلك العبارة مرات ومرات حينما حصل بمنزلى حادث مؤلم قبل رمضان بأيام وذلك حينما انفجر الغاز وأصاب زوجتي شفاها الله وبادرت بها لأقرب مستشفى خاص (.... )لإجراء الإسعافات الأولية وحيث هو خالي من مركز للحروق ومنذ أدخلتها إلى قسم الإسعاف باشروني بالقول سنجرى لها الإسعافات الأولية فقط لعدم وجود مركز خاص بالحروق لدينا فابحث عن أي مستشفى يوجد به هذا المركز لنحولها إليه ولكن لسوء الحظ ولسوء حالتها أدخلت إلى العناية المركزة لديهم وبعد أربعة أيام بدأنا رحلة ((أتعرف أحدا)) في مجمع الملك فهد عرفنا ولكن لم يوجد سرير أتعرف أحدا في مستشفى الشميسي عرفنا ولكن أيضا لايوجد لمريضتنا سرير بل قيل أن وجودها خارج المستشفى اصح وانسب لها حيث لا يوجد غرف فردية من اجل المرافقة في مثل هذه الحالة أخيرا اتجهنا إلى العلاج بإحدى المستوصفات الأهلية والسرير ممدود في منزلنا كلفتنا حتى الآن عشرات الآلاف فشفيت من الجروح والحمد لله وبقى علاج الآثار والتجميل ومن ثم العلاج النفسي الى جانب الآ ثار الجانبية المهم أن هذه الرحلة (أتعرف أحدا) باءت بالفشل حقا أنها أفزعتني ولكن ليس بكثير لأني قد تعودت عليها وما رستها كثيرا فحينما كنت موظفا بالديوان الملكي ولى مكانتي المتواضعة مر علي حالات كثيرة مصحوبة ب أتعرف أحدا في المستشفى الفلاني أتعرف أحدا في الإخلاء الطبي ليسارع بنقل مريضي إلى المستشفى العسكري أو التخصصي أو لآخر أتعرف أحدا بقبول جامعة الإمام أوالملك سعود أتعرف أحدا في المعهد الفلاني وفعلا أجد إجابة من الكثير وتلكؤ من القليل وهذا هو الطابع الذي نسير عليه في هذا الوطن المعطاء الذي يجب أن يعطى من خدمة مواطنيه كما يعطى هو المسئولين فيه وأخيرا فأن تلك العبارة لن تختف ما لم نضع الخوف من الله أمام أعيننا قبل أي شيء آخر ولن تختف من قواميسنا ما لم يكن هناك حسابا عسيرا للمسئول المقصر ولن تختف تلك العبارة ما لم نضع الرجل المناسب في المكان المناسب ولن تختف تلك العبارة ما لم تطبق الأنظمة حرفيا وإعطاء كل مواطن حقه من كل شيئ ولن تختف ما لم يخاف المسئول من سين وجيم التي أنشئت من أجلها هيئة مكافحة الفساد وحتى لو وجدت جوابا لتلك العبارة فانك تدخل أحيانا بباب الوعد بالتنفيذ وتنتقل من موظف إلى آخر ومن إدارة إلى أخرى وربما تعطى سريرا بعد أسبوع وشهر وخمسة وربما يشفى مريضك وربما يموت وأنت تنتظر السرير ومثال ذلك ينطبق على الطفل (عبد المجيد ) ذو المرض الغامض الذي صدر له أمر سامي لعلاجه بجمع الملك فهد(ربما من المؤكد أن هذا الأمر لم يصدر إلا بعد أن عرف أحدا ينجزه) ومن خلال الأخذ والرد بين المجمع ومستشفى العويقيلة (مرقد المريض) انتهى الأمر بقبوله بعد خمسة أشهر وكان قد لقي وجه ربه الرحيم قبل وصوله لهذا السرير لا بل إن تلك العبارة أصبحت أحكم مما كانت إذ أنك أحيانا لا تجد أحدا يعرف أحدا إلا إذا أنت تعرف أحدا بالمقابل مما يعنى أن المسألة انقلبت إلى مبادلة في التعريف وتقديم الخدمة وإن كان على حساب الدولة أعزها الله والشيء المؤكد أن (عبارة أتعرف أحدا) هي مرض سرطاني صعب أن يشفى وعلاجه طويل وطويل وطويل إلا إن أيقض الله تلك الضمائر المريضة وشفيت مما فيها من عللها وختاما أتمنى ان تكتب تلك العبارة الجميلة (أنا خادمكم أو أقل من خادمكم) بماء الذهب وتعلق على كل باب من أبواب الوزارات والدوائر الحكومية وعلى أبواب المساجد والمدارس ليحفظها الجيل الصاعد لعله يستفيد منها إذ لاثمن لها سوى ذلك . صالح العبد الرحمن التو يجرى