( الابتزاز .....والمواجهة ) ما الذي يجعل أبناءنا وبناتنا فريسة سهلة للغرباء ووسيلة لتحقيق مآربهم الدنيئة من خلال ابتزاز أبنائنا وبناتنا عن طريق تقنية صور البلوتوث وغيرها من وسائل التصوير المختلفة ؟ لو بحثنا الأسباب في ذلك لوجدناها عديدة ومتشعبة ولكن يجب ألا نغفل السبب الرئيسي في ذلك وهو دور الأسرة حيث نجد أن الكثير من الأسر تخلت عن دورها الأساسي في التربية والمحافظة على أبنائها وأوكلت ذلك إلى الخدم والسائقين متناسية قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) نعم لقد أوصانا رسولنا الكريم برعاية الأسرة والمحافظة عليها من الانزلاق في مهاوي الردى بدلا من إناطة تلك المهمة بالخدم والسائقين الذين همهم الأساسي جمع المال بأي طريقة كانت حتى لو كانت الوسيلة إلى ذلك المتاجرة في أعراض تلك الأسر التي استقدمتهم عوضا عن أن بعض تلك العمالة أتت من بيئات يغلب عليها طابع التخلف والانحلال الخلقي فماذا نرجو منهم وفاقد الشيء لا يعطيه ، حيث نجد من أسباب تلك البلية التي حدثت في المجتمع هو الضعف والخلل الذي أصاب الأسرة وتخلفها عن دورها في بناء أفرادها وتحقيق الرقابة الأسرية باعتبارها احد أهم أدوات الضبط الاجتماعي ، كذلك من الأسباب المؤدية لذلك ضعف الوازع الديني والرقابة الذاتية ويقظة الضمير ، كذلك من الأسباب المؤدية إلى ذلك الخلل في التربية الذاتية من خلال التبرج والسفور والبعد عن معاني الحشمة مما يؤدي إلى نشوء العلاقات المحرمة والمعاكسات وقد يؤدي ذلك إلى هروب الفتاة من أسرتها والوقوع في علاقات محرمة تؤدي إلى ابتزازها وممارسة أنواع من الإيذاء الجسدي والنفسي حيث تصبح الفتاة بعد ذلك وسيلة سهلة لابتزازها بشتى الطرق عن طريق التهديد بإخبار الأهل أو الزوج بسلوك المرأة أو التهديد بنسخ الصور وتوزيعها عن طريق الانترنت أو المواقع المشبوهة وحتى لا تصبح مثل تلك الممارسات الممقوتة ظاهرة يصعب علاجها لا بد من مواجهة تلك الخطورة بنوعيها الاجتماعي والجنائي باتخاذ التدابير الوقائية المناسبة وتنفيذ سياسة الدفاع الاجتماعي التي تهدف إلى اجتثاث العادات الانحرافية والعوامل التي تهيئ الفرصة للأفعال الضارة التي تعكر صفو الأمن والسكينة والاستقرار والعمل على تطوير المجتمع في نظمه الاجتماعية والقانونية وترسيخ القيم الفاضلة وتعزيز دور الأسرة الرقابي والتوعية المكثفة بدور الأسرة وأهمية ذلك في المحافظة على الأبناء من الانحراف ، كذلك لا ننسى دور وسائل الأعلام المختلفة في نشر القيم الفاضلة في المجتمع والتنبيه عن مثل تلك الظواهر وسبل معالجتها كذلك معالجةالمنحرفين والعودة بهم إلى حظيرة المجتمع وتأهيلهم وتقويمهم وتربيتهم. وفق الله الجميع لما فيه الخير . حمود دخيل العتيبي - الرياض [email protected]