وقفة: منصور ، معزوفة بتهوفن، راقصت من حولها على جم أخلاقه وسمو روحه فاكتمل نمو المروءة ، القيادة ، السيادة ، في بحره ، ترجمتها أفعاله النبيلة لواقع سطرت له قبيلته بعض من المقاييس والمعايير بعيدة كل البعد عن النواميس الكونية التي شرعها الشارع فقطفت زهرة عمره , في غرتها فلم يتسنى له النضج بعد النمو كفاية في نفوسهم ولكنها كفاية في نفس عائشة أجاد في مدة قصيرة أن يصنع التاريخ لنفسه تجاهلتها أعين المؤرخين ، ليقول كان هناك بقعة في العالم تدعى " جرّاب" خرج منها رجل السلم والحرب ، سطر في نفوسهم سمة العشاق في صفاته ، ناضل من أجل قواميس قبيلته ، وما تشربه من كتّاب مسجده من حب لله ورسوله ، فأراد أن يترجمها قولا وفعلا ، فأصبح نموذج لأغلب رجالات الجزيرة ؟نعم نموذجاً خيراً ، يؤمن بكرامات القبائل ، مليء قلبه رغبة في رؤية ربه تفوق وصف جمال زمرد الأرض ومن عليها ، رجل قطف الحرب زهرته ليجتر ويلات في نفس عائشة ،غاب وترك للعالم عالم مغاير عمن يحيط به لهم جسد خوار وله عالما مخملي بالحس لا يبصره الحمقى، فقط من وصلت روحه لفكر عال جدا من المشاعر خال من الأحقاد له خط مغاير عن الآخرين له نهج واضح من غير صرخات فاشلة وحياة متوقفة.يسير بكل وسائل التعقل مزهوا بالثبات والتصبر . سأروي لكم من خلال صحفية " عاجل " ( رجل الجزيرة الذي غابت عنه أعين المؤرخين ) فأصدق المقولة التي تقول" لا يدوم ربيع العمر .. ولكن نظارة القلب هي التي تدوم بين فترات متقاربة لي معكم لقاء مع جزيل الشكر والتقدير لمن أخذ بيدي من خلال هذه الصفحات أُناجيكم بما في جعبتي من حديث وأتبادل معكم خبرات بالتأكيد ستزيدني قوة وتقدم قيل " محاولة النهوض.. أفضل من أن تداس بالأقدام و أنت راقد على الأرض. " "1" اعتدت أن أفيق كل صباح مع صوت مؤذن صلاة الفجر ،لأخذ ما قسم الله لي من طعام ذلك اليوم ليعينني على رعي الأغنام والاهتمام بنخلاتنا، فلم أكن من أسرة غنية كان ما يهون علي الحال هو أنني عادة ما أجد ابنة عمي عائشة قد سبقتني في أغنام والدها ، لكم أن أخبركم سراً هل ستحفظونه ؟ حسنا أجدكم أهلا لذلك أيها القراء "ما يجعلني أصبر أو أتصبر على غثاء الحياة هي تلك النسمة ، تبلغ من العمر ثمانية أعوام وستة أشهر ألا ترون أنني حتى أحفظ عمرها "لا تندهشون للحياة نواميس تؤدي للمشيب أكثر من أن أحفظ عمر فتاة أكبرها بعامين دون أن أدرك ذلك . وجدتها ترتع أمام البئر يعود لجدنا -وهو الوسيط الذي يجمعنا قصدت البئر – وتسقي الرعى ، وما أن أقبلت حتى استبشرت ألقيت التحية عليها ، ثم دعوتها لتناول الإفطار وأحضرت هي ما جلبت وأخذنا نتناول ما قسم الله لنا كما أعتدنا ولكن الذي لم أعتد عليه هو طلبها مني أن نعلب فهو شيء جديد علينا حيث كانت تخاف أهلها بقدر خوفي من والدي وهو غالبا ما نجده أمامنا دون سابق إنذار ، ولكن بدأت تتوسلني وأنا هنا لا أستطيع الرفض دون أن أدرك أجدني أقبل بما تريد ، أخذنا نروي من البئر ونتقاذف الماء كنت أغلبها كثيرا بحكم أنني أجلب كمية أكبر ثم أرأف بها لأدعي أنها غلبتني . كانت محور حياتي كوني طفولتي لم تتعدى تلك اللحظات هي من أفيق صباحا لأراها وأعود منهكا لتكون آخر من رأيت –صفحات طفولتي هي وصفحات طفولتها أنا – حتى بلغت الثانية عشر لأدرك لأنني لست كأقراني من أبناء القبيلة ، وبدأت سلسة انتقادات والدي أنني لست رجلا فيجب أن تجالس الرجال وتسامرهم ولا تكون حياتك مرعى ونوم حتى تتمكن من تعلم أساليب الرجال -قاتل الله الأعراف -أو سأقول صدق فأنني لا أجالس الرجال بقدر ما أجالس عائشة فأعرافهم صحيحة أحيانا ولكنها تجردت من أن ترأف بقلب صغير وجسد منهك ومن تلك اللحظة بدأت عائشة تضع على رأسها خمارا وبدأت أجاري أقراني بداية من إلحاحي بالسماح لي بالذهاب معهم للكتّاب لأتعلم القراءة والكتابة وأحفظ القرآن فبعد الجدال اليومي والإصرار من والدتي التي دائما ما تقف بجانبي رغم أن ما تقوله لا يجدي نفعا مع رجال هذه القبيلة التي من العيب فيها السماح لنساء بتدخل لإدارة شؤون الحياة .وافق والدي وبدأت رحلة العلم وبدأت مجدا لأثبت لأبي أني لست أخرق بل رجلا مجد كان هذا شاغلي ومقلق نومي أريد أن أرفع رأسي ورأسه كما أراد أن أصبح رجلا هذا لم يجعلني أنسى عائشة كنت ما أن أعود من الكتّاب حتى أذهب للمرعى لأجدها تهش على أغنامها وتصدر تلك المواويل التي أكاد أجزم أن لو سمعها غيري لأصبح أصم أبكما لا محالة فأبدأ أعلمها ما تعلمت .... (يتبع ). أ/ حصه محمد التويجري أكاديمية ، وباحثة تربوية .