الحمدلله أما بعد : فإن الناظر إلى التاريخ بعين بصيرة ونفس أصيلة يعلم أن التاريخ يحاول أن يعيد نفسه كل حين متى وجد للوقت طريقاً وللفرصة بريقاً فالتاريخ بعُجَرِه وبُجَرِه بِخيره وشرِّه يحاول أنْ يستعيدَ قواه ومنَعَتَهُ ويبيد أضداده ومناوئيه . والناظر إلى التاريخ المظلم والمشرق يعرف أنه يستعيد عافيته كلما سنحت له الفرصة بذلك ولو بالخيانة أو استخدام مشاريع القتل والأسْر والترويع والتمنيع والعاقل الناظر اليوم إلى البحرين ومدى الحراك الذي يؤججه ويهيجه الفرس من خلال قنواتهم الفاسدة الحاسدة يدرك أنَّ ثمة سراً خلف هذا الحراك وأنه ربما كان امتداداً لحركات سابقة جائرة أرادت أن تقتل العرب المسلمين وتبيد شوكتهم. لسنا نتحدث عن أي شيعي فإن الله تعالى قال (وإذا قلتم فاعدلوا ) فمنهم عقلاء يشكرون النعمة ويحمدون الرب سبحانه وليس عندهم غل أو حقد . إنَّما نتحدَّث عن أولئك المخربين الذين تنصلوا من الهوية الوطنية ليحملوا هويةً أخرى احمل الحرب عليهم وعلى وطنهم وأمَّتِهِم. فدعونا نتأمل إلى مظاهرات البحرين مع قراءة للأحداث التاريخية والعصرية لتقودنا إلى الوحدة المصيرية التي يكتنفها أصحاب الخيانات .... تشيع ٌ صفوي وتشيع ٌ علوي ؟ جاء من كلام بعض كبار الشيعة من التنويريين أن التشيع ينقسم إلى قسمين تشيعٌ صفوي وتشيعٌ علوي ونحن بغض النظر عن هذه التسمية وما يلمز فيه بها على الدولة الأموية لكننا سنتحدث بتناول أكبر حقيقة الطرفين المتشدد الغالي الذي يحب ويعشق الدماء والسب والشتم وبين طرف آخر عنده رجاحة عقل وعمق تفكير فإن كل مطلع عاقل يعلم أَنَّ التاريخ الصفوي تاريخٌ مليء بالظلم والقتل والجهر بتكفير الصحابة وتحريف القرآن وإبادة علماء السنة ومساجدهم ومراكزهم حيث تولى كبر ذلك الهالك (اسماعيل الصفوي) وأتباعه فالصفوية ترمز إلى الشيء الذي تنفر منه النفوس الزكيَّة وترفضه العقول الأبيَّة ويعتبر تاريخاً مظلما على أمة الإسلام حيث شرَّع الصداقة مع العدو وخان الأخوة مع الصديق وأما التشيع غير الصفويِّ فهو الذي يلزم جانب الحيدة عن العنف ويجانب استعماله لغة مواجهة الخصوم ولذا تجد العقلاء منهم ممن يعرفون التاريخ جيدا يرفضون الانتساب إلى الصفوية ويقولون (الشيعة مذهب والصفوية عائلة ) لقد أصبحت الصفوية رمزا لكل من حذا حذو اسماعيل وعباس الصفوي في استخدام القتل والظلم مطية إلى المقاصد الطائفية وهذا الصنف من الناس هم الذين يستحقون أن نطلق عليهم اليوم أنهم الرافضة وهم الذين تحدث عنهم سلف الأمة من الأئمة الأعلام في تحريم أكل ذبائحهم أو الصلاة معهم واما الصنف الآخر الذين لا يشتمون الصحابة ولا يسبونهم ولا يستخدمون القتل والذبح مطية لهم ولا يجعلون مع الله إلها آخر فليس عندهم إلاَّ تفضيل علي بن أبي طالب عليه الرضوان والسلام على الشيخين عليهما الرضوان والسلام وأن علي عليه الرضوان والسلام هو الأحق بالإمامة فهؤلاء وإن كان عندهم ضلال عن الحق فإنه لاتزال نقطة تعانق بيننا وبينهم وقد عاش السلف الصالح مع بعض هؤلاء ممن ليس عندهم الأخلاق الصفوية وكانت بينهم مجالسات ومشاورات ومراجعات هل هناك شيعة ليسوا بصفويين ؟ اختلطت الشيعة الصفوية بغير الصفوية وذلك كله بسبب التقية التي يتخذها الكثير منهم سلاحا مانعا في زمن الخوف فإذا ذهب الخوف رأيتهم يستعملون لغة التربص والعنف ورأيت النكوص من الحق إلى الباطل وهذا الذي يجعل الكثير من أهل السنة لا يكاد يؤمن أن هناك شيعة عقلاء لا يحملون المنهج الصفوي الفارسي بل لا يشعر أن هناك من الشيعة الصادقين من يبغض ويكره التشيع الصفوي ويكره لغة العنف التي يستعملها الخميني وغيره وهؤلاء الغير صفويين موجودين اليوم وكثير منهم في لبنان والعراق وحين نجد في محيطنا ومن حولنا من ينتسب للتشيع الصفوي فهذا لا يعني أن الشيعة كلهم على هذه الطريقة بل إن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نستبين فقال سبحانه (إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ) وقال سبحانه آمرا بالعدل ( ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ) حكومة إيران صفوية من الطراز الأعلى !! إن المتأمل لحكومة إيران المتمثلة في ولاية الفقيه وأتباعه ليعلم أنَّ هذه الولاية تتِّبع اسماعيل الصفوي وسياسته حذو القذة بالقذة وهي تتوق للقتل وسفك الدماء **وقد بدأت مسيرتها الحافلة بالطائفية كما بدأت الصفوية فقد استطاع الشيخ صفي الدين الأردبيلي جد اسماعيل الصفوي أن يدخل في صميم المجتمع الايراني لأنه كان صوفيا وينتسب للمذهب الشافعي والصوفية يتهربون من الأمور الدنيوية ومنها السلطة وقد استطاع أن يكسب تأييد ومساندة الكثيرين في إيران حيث زعم الشيخ صفي الدين وأولاده أنهم ينتمون الى علي بن أبي طالب – عليه الرضوان والسلام- ومن ثمَّ فلهم الحق في المطالبة بالحكم وقد أدى هذا الى تحول هذه الفرقة من التصوف إلى التشيع بل والغلو في التشيع وقد كان لهذه الحركة البعد السياسي أيام (جنيد) بن صفي الدين وهو جد الشاه إسماعيل ولما جاء اسماعيل الصفوي طرح المذهب الشيعي الصفوي ومن ثم أصبحت الدولة الصفوية في ايران تعد نفسها من آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم . فهي استعملت لغة المهادنة والسلم وادعاء الوحدة والدعوة للإصلاح في مواجهة سافرة ضد الدولة العثمانية التي تمثل واجهة المسلمين . وها هو الخميني يتخذ نفس الأسلوب والطريقة التي فعلها أسلافه فترى الخميني لما أراد الانقلاب على (الشاه رضا) والذي لم يكن مثل الخميني في التعامل السلطوي مع العالم الإسلامي فترى الخميني يتعاضد مع جميع المعارضين بما فيهم العلمانيين والشيوعيين والماركسيين حتى جاءهم بوجه المصلح الذي يكره العنف ويدعو للإصلاح ولم يظهر ما يكنُّه صدره من حب السيطرة الكاملة باسم ولاية الفقيه ولكنه ظهر بعد ذلك ما يرنوا إليه ويقصده من اتباع خطى أسلافه الصفويين ومستعملاً أعظم أساليب القمع لأي أحد يعارضه في توجهه الصفوي وأعلن على الملأ دعوته لولاية الفقيه وادعى أنه من آل البيت مع أنه هندي الأصل ولا يثبت نسبه وهذا يعرفه كبار علماء الشيعة . **وكذلك نحن نرى اسماعيل الصفوي استعمل شتى أنواع القتل والتعذيب وسفك الدماء في بداية إعلانه المذهب الشيعي مذهبا رسميا ففي تبريز العاصمة وحدها كان السُنّة فيها لا يقلون عن 65% من السكان ، وقد قتل منهم في يوم واحد 40ألف سني !! كما أُجبر الألوف على التحول الإجباري القسري إلى مذهب الإمامية وكذلك نرى الخميني استعمل على أيدى شرطة الثورة ما يعجز اللسان عن ذكره من استباحة لدماء أهل السنة خاصة والمعارضين له عامة وقتل منهم وسجن الألوف وهدم مساجدهم ومراكزهم لا لشيء إلا لأنهم من أهل السنة أو من المعارضين له من الشيعة الذين كانوا يظنونه واجهة للإصلاح وكف الظلم وقد تبين لهم خلاف ذلك ** ومثله العلاقة الوطيدة والتآمر الباطن للصفويين مع قوات النصارى رغم ما يظهرونه أمام الناس من عدواتهم ومن الجانب الآخر فهو لا يرأفون بأهل السنة ولا يقيمون لهم وزنا ويحاربونهم ويسعون في تقويض دولتهم وإبادتها . ف(اسماعيل الصفوي) هو ولد الانجليز وهو الناصر لهم ولأعمالهم وله معهم كثير من العهود والعقود ضد المسلمين وأيضا عباس الصفوي فها هو يعلن في عام 1007ه/1598م أوامره بعدم التعرض للنصارى وأيضا بالسماح لهم بحرية التجول في جميع الدولة الصفوية ولهم الحرية المطلقة في التحرك بينما هو يقتل ويحرق ويأمر بإيذاء أهل السنة بدون ذنب إلا بالطائفية الممقوتة . وكذلك نرى التعاون المنقطع النظير بين الصفويين والبرتغاليين وبين الصفويين وجميع من يعادي الدولة العثمانية التي تمثل دولة المسلمين, وقد شهد شاهد من الشيعة وهو المؤرخ والكاتب الشيعي عباس إقبال حيث قال: ( ولم يكن الشاه عباس – أي الصفوي - فظاً على غير أهل السنة من دون أتباع سائر المذهب لذا فقد جلب أثناء غزواته لأرمينية والكرج نحو ثلاثين ألف أسرة من مسيحيي هذه الولايات على مازنداران وأسكنهم بها كما رحّل إلى أصفهان خمسين ألف أسرة من أرامنة جلفاء وإيران وبنى لهم مدينة جلفا على شاطئ نهر زاينده رود وأنشأ لهم فيها الكنائس وشجعهم على التجارة مع الهند والبلاد الخارجية بأن أعطاهم الحرية الكاملة ". وكذلك قال علي شريعتي في كتابه (التشيع العلوي والتشيع الصفوي) ص206 (من القضايا الواضحة وجود نحو ارتباط بين الصفوية والمسيحية حيث تضامن الاثنان لمواجهة الامبراطورية الاسلامية العظمى التي كان لها حضور فاعل على الصعيد الدولي ابان الحكم العثماني وشكلت خطرا جديا على أوربا.. فعمدوا الى تقريب التشيع من المسيحية ) وكذلك الخميني فإنه استعمل أسلوب الصفويين سواء بسواء وإن كان ظاهر لفظه أنه ضد أمريكا وضد الغرب وأنه مع الإسلام فالعبارات نفسها كان يطلقها أجداده من الصفويين وهم يعملون من تحت الستار لقتل المسلمين وها نحن نرى حسن تعامله مع اليهود في أصبهان وغيرها في إيران في حين أنه يغتال حرية وكرامة أي أحد من أهل السنة . يقول علي شريعتي في كتاب (التشيع العلوي والصفوي) والذي قتل على أيدي شرطة السافاك متحدث قبل الثورة عن ما يفعله الشاه رضا الذي كان أرأف على المسلمين من الخميني قال : ( بهذه الطريقة تمكنت الصفوية من توظيف المشاعر الصادقة وأحاسيس المذهب الشيعي في خدمة أهداف حركة شعوبية فرضت على إيران طوقاً من القومية عزلها عن العالم الإسلامي وأقامت بين الشعب الإيراني المسلم وسائر شعوب الأمة الإسلامية جداراً أسود من الحقد والضغينة وسوء الظن بالآخر والتهمة والافتراء والطعن واللعن والتحريف والتزييف والتفسيق والتكفير، وظل هذا الجدار يتعالى يوماً بعد يوم بالجهود المريضة التي يبتذلها بسخاء عملاء الأجهزة الدعائية الدينية التابعة لقصر عالي قابو – كناية عن البلاط الصفوي-)ا.ه ص21 وقد ضحى الأمريكان والغرب بابنهم المقرب (الشاه رضا ) لمرضه وتعبه ليجدوا صديقا جديدا يستعملونه في أغراضهم الاستبدادية والاستحلالية وهو مرشد الثورة الخميني الذي كان عنوان خماية الفرنسيين له ولثورته وقد كان أعظم ورقة للغرب تستعملها في الأحداث . وكذلك تبع الصفويين (خامنئي) ومن تحت إمرته وحكمه ك(أحمدي نجاد ) حين مدوا يد العون لأمريكا في احتلال أفغانستان والعراق وكما أباد (اسماعيل الصفوي) أهل السنة في العراق وأعمل فيهم السيف والمجازر كذلك نرى هذه العقلية تماما هي التي تقدمها الحوزات الدينية وحرس الثورة التابع لإيران بأمر مرشدهم الخميني وخامنئي فتأمل كيف عملوا في أهل السنة في العراق من المجازر الرهيبة التي تقشعر الأبدان عند سماعها فضلاً عن رؤيتها قصة ( شاه قولي ) هل ظهر ت من جديد في البلاد العربية ؟ كان من بين المخططات التي استخدمها إسماعيل الصفوي لمحاربة العثمانيين وأهل السنة ، نشر خلايا سرطانية تدخل البلاد العربية والإسلامية بالتقية مخفية خلفها السم الزعاف وهم يستعملون الدعوة للصفوية ، وقد كان ( شاه قولي ) أو ( شاه قولوا) من أكبر الفتن التي زرعها المجرم الصفوي اسماعيل واتباعه وقد بدأت هذه الحركات الخائنة بشخص اسمه (حسن خليفة) تظاهر بالزهد والدين والخلق والسماحة هو وابنه( نور) ، واعتكفا في أحد الكهوف بجبل قريب من أنطاليا ولما علم السلطان العثماني بايزيد الثاني، صرف لهما راتباً سنوياً وملأهم بالهدايا لحب الدولة للعلماء والعباد لكن هذا الخادع ليس إلا سلاحا موجها ضد العثمانيين، وقد أرسل الصفويين نواباً عنهم إلى سرز وفيليبا وصوفيا، وباقي مناطق غرب الأناضول (تركيا). وقد برز من هؤلاء النواب: (خضر) و (قذل أوغلو) و(إمام أوغلو)و(دادا علي) و (وبير أحمد ) و (تاج الدين) وقد كان كل منهم يعمل في منطقة معينة لتنظيم الناس بشكل سري لدعم إسماعيل الصفوي ، وكانوا يعقدون اجتماعات سرية للتشاور، وإعطاء تقارير لبعضهم عما أنجزوه وكان الصفويون والشاه إسماعيل يهدفون من وراء هذه الحركة إضافة إلى القضاء على الدولة العثمانية السنية أن يسيطروا على طرق التجارة والقوافل، والمنافذ البحرية والمناجم. وفي سنة 914ه (1509م) توفي حسن خليفة الذي كان في شكل المتنسك العابد ، فواصل ابنه نور نشاط أبيه حسن ، وتولى أمور التنظيم والدعوة، وأطلق على نفسه اسم "شاه قولي" أي ( خادم الشاه) وذلك لحبه الشديد وإخلاصه لاسماعيل الصفوي ، وكان الناس بعد فضيحته وخيانته للإحسان يلقبونه ب "شيطان قولي" أي عبد الشيطان أو خادم الشيطان. وقد كثر أتباع (شاه قولي ) وصاروا عددا كبيرا فبدأ ( شاه قولي ) يدعو بالبيعة للشاه إسماعيل الصفوي ووصل بدعوته إلى البلقان، وزاد من نشاطهم أنَّ السلطان بايزيد كبر سنه , وترك كثيرا من شؤون الحكم لأبنائه ووزرائه، وقد كان الأبناء في تنافس للسلطة وهذا ما أدى إلى اختلال الأمن . وقد كان قاضي أنطاليا يراقبهم منذ البداية، وقام ذات مرة بمهاجمتهم أثناء إحدى اجتماعاتهم وعبادتهم، إلاّ أنه لم يستطع القبض على شاه قولي، مما رفع من شأنه عند أتباعه، واعتبروه مثل (المهدي) !!. فقد رأى أتباعه ذات يوم قافلة أمير أنطاليا الشيخ زاده ابن السلطان بايزيد، وهي تتجه نحو الشمال، فظنوا أن السلطان قد توفي ، وأن الأمير ذاهب لقتال إخوته، فانقض شاه قولي وأتباعه على تلك القافلة وسلبوها، كما هزموا قوة أخرى أرسلها قاضي أنطاليا لحماية الأمير من شاه قولي، وتم القضاء على معظم الجنود العثمانيين، كما قتلوا قاضي أنطاليا، وعددا من قضاة المناطق في جنوب غرب تركيا، ووصلت قواتهم إلى منطقة (كتاهية) في وسط الأناضول، وأخذوا يعيثون في الأرض فساداًودمارا وخرابا – هذه سنة الصفويين !!- وصار شاه قولي يدعو لنفسه باعتباره خليفة الشاه الصفوي إسماعيل في الأناضول، وقد قرئت الخطبة باسم الشاه إسماعيل الصفوي . وظنت الحكومة العثمانية في بادئ الأمر سهل واستهانوا به وظنوها جريمة فردية فأرسلت فرقة صغيرة لمقاومة هذه الحركة، فهزمت، فزادت جرأة شاه قولي وأتباعه، واستشرت الفتنة، وصاروا يهاجمون البلدة تلو الأخرى، وكلما دخل بلدة وجد له أتباعاً، ووصل إلى مشارف بورصة (شمال غرب تركيا)، وحاصرها حتى أرسل قاضيها إلى الحكومة مستغيثاً: "إذا لم تصل إلينا تعزيزات خلال يومين قضي الأمر". ومن جملة ما أحدثه هؤلاء المتمردون من مفاسد بحسب بعض المصادر الشيعية أن( دمروا جميع المساجد والجوامع والمدارس في المناطق التي دخلوها، كما حرقوا جميع نسخ القرآن والكتب الدينية ) وكان شاه قولي يعين أحد أتباعه على كل منطقة يستولي عليها، وبلغ تمرده سنة 915 ه / 1510م أن بلغ قمة الانتصار ، وهو الذي جعل الحكومة العثمانية ترسل الجيوش للقضاء على هذه الفتنة واصبحت الحرب سجالاً بين قوات الحكومة العثمانية، وقوات شاه قولي، والتي انتصرت عدة مرات ، إلى أن سيرت الحكومة حملة كبيرة بقيادة الصدر الأعظم (رئيس الوزراء) علي باشا، ضمت أربعة آلاف من الجنود المشاة، ومثلهم من الخيّالة، وانضمت إليهم جميع القوات العثمانية الموجودة في المناطق المجاورة، وبدأوا بالهجوم على شاه قولي، الذي انسحب في بادئ الأمر إلى مدينة قونية، وتمكن من الفرار من الهجوم العثماني. وظلت القوات العثمانية بقيادة علي باشا تلاحق قوات شاه قولي، وقامت المعركة بين الطرفين قرب مدينة صيواص، وقد استشهد فيها علي باشا، كما قتل فيها شاه قولي، وهرب من بقي على قيد الحياة من أتباعه باتجاه إيران، وهناك استقبلهم الشاه إسماعيل وأسكنهم في شتى المدن والقرى الإيرانية. وتعهد السلطان سليم على مع محاربة الصفويين و القضاء على فلول قوات شاه قولي، وتلك الخلايا السرطانية، التي زرعها الصفويون، واستخدم الشدة في ذلك مستعيناً بالصدر الأعظم يونس باشا، ولم يكن من خيار أمام السلطان سوى استخدام القوة حتى نصره الله تعالى عليهم وجعل كلمة (شاه قولي ) هي السفلى وكلمة الله هي العليا . هل التعامل السلمي والحواري هو الحل مع الصفويين ؟ إن الناظر إلى تاريخ الصفويين على مدى تاريخهم القاتم وإلى الخلية الإجرامية بقيادة (شاه قولي ) الذي كان خادما للصفويين يجد أن السلم مع الصفويين ولغة الحوار تزيدهم قوة إلى قوتهم بخلاف الشيعة العقلاء ممن رفضوا تصرفات الصفويين وأفعالهم الدنيئة . والتاريخ يشهد أنَّ ثمة شيعةً عقلاء لم يرتضوا ما فعله السفاح الصفوي ولا ما فعله (شاه قولي ) فإنه غم ما فعله إسماعيل الصفوي من إفساد من خلال تمرد شاه قولي، ألاّ أن السلطان العثماني بايزيد كان مسالما ويحب السلم ولم يُرد استعمال القوة ، وكان يحب أن يرجع إسماعيل الصفوي إلى الحق ، وأرسل له رسالة قال فيها : ( أيها الشاب قليل التجربة، اسمع نصيحتي، فمن أجل قبول مذهبك صُن دماء المسلمين ولا تذهب بخيالك بعيداً، والتزم بطريقة أجدادك أنار الله برهانهم) فتأمل كيف كان الخليفة يفرق بين التعامل الصفوي وتعامل غيره من الشيعة عزم السلطان سليم على محاربة الصفويين والقضاء وعلى فلول قوات شاه قولي، مع الخلايا الإجرامية الأخرى التي قد بذرها الصفويون في أرض العثمانيين واستخدم السلطان سليم الشدة والحزم ولم يجد حلا إلا أن يستخدم القوة ، خاصة أن التقارير كانت تفيده كل حين عما يفعل الطاغية (الصفوي) فكان المصلحون والعقلاء يكتبون للخليفة في ذلك : "إن المبتدعين من الصوفية والشيعة قد استفحل خطرهم وزاد عددهم، وباتوا يمعنون في القرى سلباً ونهباً، ولم يتورعوا عن قتل الرجال، وسبي النساء، وأتوا على الأخضر واليابس". وحينئذ كان الأسلوب الأمثل مع الصفويين هو استعمال القوة ف(شاه قولي ) لما تركه السلطان واستهان به عثا في الأرض وأفسد فيها وأهلك الحرث والنسل بل ودعا ل(اسماعيل الصفوي) في الخطب والمنابر وقتَّل أهل السنة وأحرق المصاحف التي يرون أن وكانوا يرون أن القرآن فيها ناقص ومحرَّف فكان أسلوب الحوار والسلم لا ينفع معه فأرسلت الحكومة العثمانية جيشا بقيادة علي باشا لتأديب هؤلاء الصفويين وإيقافهم عند حدهم وكان هذا هو الأسلوب الأمثل لقمع الفتنة **وكذلك موقف السلطان سليم مع اسماعيل الصفوي فقد كان هناك الاستعداد الأعظم من العثمانيين لمواجهة السفاح اسماعيل الصفوي في وقعة جلديران والتي كانت هزيمة ساحقة ل(اسماعيل الصفوي) حتى جعلته في حالة نفسية رهيبة يعاقر الخمور ثم تعاون مع أعداء الدين من البرتغاليين وغيرهم لتحقيق مراده حتى أهلكه الله تعالى ولايزال أثر وقعة جلديران يخالط نفسه وأنفاسه . ولكن كان من استهانة السلطان سليم ب(اسماعيل الصفوي) أنه لم يلاحقه في بادئ الأمر وقفل السلطان سليم بهد النصر راجعا , فتأمل لما ترك (السلطان سليم) ملاحقة (اسماعيل الصفوي) بعد الهزيمة المرَّة التي لحقت به في موقعة جالديران عام 920ه نرى (اسماعيل الصفوي) قد تحرك للتحالف مع البرتغاليين لتغطية الهزيمة, فأقام العلاقات معهم, وكان البرتغاليون أنفسهم يبحثون عن هذه العلاقات حتى عظم شأنه وشأن دولته , وعقد البرتغال اتفاقية من طرف بوكرك الحاكم البرتغالي في الهند وبين الشاه إسماعيل . وكان من ضمن البنود (أن تصاحب قوة بحرية برتغالية الصفويين في حملتهم على البحرين والقطيف!! ) وقد وافق البرتغاليون على هذه الاتفاقيات وقد ثبت بذلك أنَّ المعاملة السلمية مع الصفويين تزيد في قلوبهم الكبر والتمرد والغطرسة !! وهذا هو السر في الفرق بين الشيعة الصفويين وغيرهم ممن يقبل الحوار والسلام ويحبه أما من كان من عرق صفوي سفاح فلن يستطيع أحد أن يتحاور معهم وهو في ضعف وقلة حيلة بل له أن يحاورهم بعد أن يظهر قوته وبأسه وحين لا يدع لهم أنفاً يتكبر أو يتعالى هل مظاهر التخريب في البحرين دليل تشيع صفوي أم علوي؟ إن المتأمل إلى العهد الصفوي يجد انه مليء بتكفير الصحابة وتحريف القرآن والخروج على الأئمة وإبادة المسلمين وتعذيبهم والسعي في التخريب في الأرض فدعونا نمعن في مظاهرات البحرين هل هي من الجانب السلمي أم العدواني ؟ 1- قام المتظاهرون برفع صور لأناس ينتمون إلى الصفوية 2- لم يقبلوا الحوار ولا السلم 3- خرجوا على حاكمهم وأعلنوا شتمه على منابرهم 4- أحيوا العنصرية الطائفية للشيعة ضد أهل السنة وذلك بأمور أولا: رفعوا شعارات خامنئي ولمزوا الحاكم السني ثانيا : قام فئة من المتظاهرين بالاستعداء على أهل السنة من جميع الجنسيات لا لشيء إلا أنَّهم من السنة ثالثا : مستشفى السلمانية استعملوه لمرضاهم فقط دون الآخرين 5- استعمال أسلوب التخويف والتعذيب والتخريب مثل ما حصل في جامعة البحرين من التخريب والوصول إلى آلات وأجهزة تهدد حياة الناس للخطر كاستعمال الكهرباء واستعمال سيارات غير رسمية للإسعاف ويسوقون بها بعض من يعارضهم إن كان جريحا إلى مكان غير المستشفى كما ظهر بعض تعاملهم السيء في بعض بعض المقاطع الواضحة البيِّنة 6- التوسع في المظاهرات فبدل أن يكون محيطها دوار اللؤلؤة تعدت ذلك إلى الجامعات والمستشفيات والشوارع العامة 7- عمليات التخريب تبين أن خلفها أيدي خفية خارجية صفوية في إيران وحزب الله ودليل ذلك أن الأعلام التي كانت ترفع في بداية المظاهرات هي أعلام حزب الله والصور التي ترفع هي صور خامنئي والخميني والشعارات التي ترفع صريحة في خيانة الوطن وموالاة أعداءه وكذلك فإن دخول درع الجزيرة لحماية المنشآت ضد المخربين أثار حفيظة مثيري الفتنة فتكلموا بغير وزن لكلماتهم حتى ظهر الحقد الطائفي من عباراتهم وخطبهم ومما يدل على هذه العلاقة المشبوهة بين الصفويين وبين المتظاهرين ** هذا الدعم الذي أبقى المتظاهرين ثلاثة اسابيع بينما نرى المظاهرة التي قام بها أهل السنة وبعض الشيعة العقلاء وقوفا مع الحكومة البحرينية وتأييدا لها لم تدم اكثر من يوم واحد ** وكذلك لمَّا رأى العالم هذه التحركات الطائفية أراد الخونة من بني الفرس أن ينقذوا مخططهم فاستبدلت أعلام حزب الله وصور خامنئي والخميني بأعلام البحرين وحتى لا يتهمون بالطائفية نادوا بكلمات ظاهرها فيها الرحمة وباطنها من قبلها العذاب ( اخوان سنة وشيعة وهذا الوطن ما نبيعه) فأيَّ أخوة ترك وأيَّ وطنٍ أبقوا وحفظوا ؟ ** وكذلك دخول قناة العالم التي تبع إيران وقناة المنار التي هي تبع حزب الله لجميع الأماكن بخلاف التلفزيون البحريني الوطني فإنهم يمنعونه من الدخول لبعض الأماكن حتى يتم له فبركة الأحداث وصناعة الكوميديا الاحترافية لصالحهم النتيجة هو أن هذه المظاهرات التخريبية لا تنتمي أبداً إلى التشيع العاقل الذي ينشده عقلاء الشيعة بل هو تشيع صفوي بكل ما تعنيه الصفوية من حقد وطائفية وغياب للأخلاق والإنسانية فضلاً عن الديانة التي تحرم سفك الدماء بغير حق كيف نتعامل مع هذه الحركات الصفوية ؟ من خلال النظر إلى التاريخ برؤية ثاقبة صادقة غير متحيزة نرى أنَّ التعامل السلمي والحواري مع هؤلاء لا يمكن أن يكون حلا لذلك بل هو بالنسبة لهم يعد خوَرَاً وضَعفاً فهناك فئة من الناس لا تنفع معهم معاملة اللين أبداً بل لابد أن يوقفوا عند حدِّهم حتى يعرفوا القوَّة والمنعة والحزم لأن بعض اللؤماء لا يقدرون الأخلاق الحسنة ولا التعامل الحسن وهذا بالضبط هو ما جرى في أرض البحرين فإن الملك حمد الذي قد أصدر أعلى وأسمى ألوان الحلم والصبر معهم قد دعاهم للحوار غير مرة مع أنهم لا يمثلون الشعب بأكمله ولا أغلبيته بل وأعطاهم مالم يحلمون به من قبل ومع ذلك فإنه لا يعتبر بالنسبة لهم شيئا فتأمل كيف انقلب ذلك الحوار إلى دمار وعدُّوا ذلك الحوار بمثابة الهزيمة أمام مظاهراتهم مشبهين حالهم بتونس ومصر مع البون الشاسع بينهما ولكن أكبر فائدة لدعوة الشيخ حمد بن عيسى الخليفة للحوار هو إلجام أفواه الفضوليين في العالم الذين لا يفهمون قصة المظاهرات ولا مقاصدها المشبوهة التي لم تدعُ إلى إصلاح ولا غير ذلك مما يتطلبه الشعب بل تسعى لتقويض السلطة وإحياء الطائفية البغيضة التي ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم فدخول درع الجزيرة بمثابة النصر لأرض الوطن ضد الأعداء الخارجين الذين يهددون أمن البحرين وهو بمثابة إشارة أخوة صادقة بين دول الخليج والذي هم جزء لا يتجزأ عن بعضهم البعض أخيرا ... دعوة لعقلاء السنة والشيعة العنف وتراشق السباب والشتائم لا يزرع إلا الاحتقان وتأجيج الطائفية ولذا يجب على عقلاء اهل السنة أن يفرقوا بين الشيعة الذين يترضون عن الصحابة ولا يزعمون تحريف الكتاب وكذلك يكرهون التشيع الصفوي بل ويكرهون ما قام به المخربون في أرض البحرين يجب أن يفرقوا بين هؤلاء وبين من ينتمي إلى الصفوية البغيضة الذين يلعنون الصحابة رضي الله عنهم ويكفرونهم ويكفرون أهل السنة ويسعون لقتلهم وإباداتهم (إنَّ الله يأمر بالعدل والإحسان ) ففرق كبير بين الرافضي السفاح وبين الشيعي المسالم وكذلك ندعوا عقلاء الشيعة ممن يكرهون المد الصفوي الفارسي ويبغضونه أن يعلنوا براءتهم منهم كما أعلن بعض علماء الشيعة من العقلاء وبعض مفكري الشيعة العقلاء وحتى يعلم كل أحد حسن نواياهم . كما نطلب منهم أن ينبذوا التقية في غير محلها والتي جعلت الكثير من أهل السنة لا يصدِّق ادعاءات الترضي عن الصحابة ولا ادعاءات الدعوة للسلم والإحسان والعدل فالتقية ليس هذا مجالها إنما مجالها مع الكفار المحاربين . وإني لأسأل الله تعالى أن يكشف الغمة عن المسلمين ويهلك كل متربص بالإسلام وأهله وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء غلى صراط مستقيم د . ناصر بن عبدالرحمن بن ناصر الحمد إمام وخطيب جامع الإمام بن ماجه رحمه الله تعالى