لا تزال صورة تلك المرأة التي ذهبت تطرق الأبواب على جيرانها تسألهم إعطاءها حقنة الأنسولين في ذاكرتي , لا تغيب عن ذهني , أتألم كلما رأيتها تستنجد بجيرانها تحمل أدواتها بيدها , وطفلها يمشي خلفها في حرارة شمس أو في سواد ليل , تريد إنقاذ نفسها من الآلام وقد لا تجد من يعطيها إياها فتعود لمنزلها تصارع أعراض مرض السكر , ثم لا أجد سوى أن أذهب لقلمي , وأزيح عنه لثامه وأمتطي صهوته , لتبرأ ذمتي أولا , ولأعبر عن تلك الصورة وغيرها من الصور لأوصلها للمسؤول ثانيا لعلها أن تجد آذان مصغية , وقبلها قلوب رحيمة . تلك الصورة هي غيض من فيض وقطرة من بحر من تلك الصور المأساوية التي يعيشها سكان مركز إمباري لعدم توفر مركز صحي يقوم بخدمتهم , فالمواطنون من سكان المركز كغيرهم من المواطنين على أرض هذا الوطن المعطاء فحق لهم توفُّر الخدمات فضلاً عن توفر الضرورات , ولا تزال أيضاً صور المعاقين ومرضى السكر والضغط وكبار السن الذين لا يجدون توفر متطلباتهم الضرورية قريبة منهم , حتى أنهم يمتطون مركباتهم ويسيرون مع طريق زراعي سيء ويقطعون عشرات الكيلو مترات ليصلوا إلى من يقدم لهم حاجتهم الضرورية , لا تزال هذه الصور تتكرر وتزداد يوما بعد يوم مع تزايد عدد السكان في المركز, فهنا أتساءل ما الذي حرم مركز إمباري من المركز الصحي خلال خمسة عشر عاما ماضية مع انطباق المعايير عليه؟ صالح عبد الله الحربي القصيم - إمباري (شمال عقلة الصقور)