حينما أقرر أن أتابع برنامجاً معيناً في رمضان فلا يمكن أن أتخلى عن البرامج الهادفة ومن هذه البرامج التي حرصت عليها في الفترة الحالية برنامج ( خواطر ) للإعلامي المبدع أحمد الشقيري ولكن من باب الإنتقاد أعتقد أن نسخة البرنامج هذه السنة يغلب عليها الطابع الدعائي التجاري لبعض الشركات الخاصة ونحن ما زلنا في الحلقات الأولى 0 فمنذ الحلقة الأولى أبرز البرنامج مسمى مستشفى خاص في محافظة جدة يضاهي في نظر أحمد الشقيري مستشفيات اليابان و يبدو لي أنه من الصعب جداً أن نقارن مستشفى خاص بمستشفيات اليابان العامة ولا أدري ما الفائدة من إبراز هذا المستشفى بكل ما يحتويه من مرافق جذابة ونوافير وأنظمة وتطور وجمال ونظافة ما دام المواطن العادي لا يستطيع أن يراجع هذا المستشفى في أقسى ظروفه المرضية 0 لم يبين لنا البرنامج قيمة الكشف في هذا المستشفى فهل تعني الحضارة أن يكون المستشفى جميل المظهر أم إن يؤدي مهنة خدمية عالية لأبناء هذا الوطن على أقل إعتبار 0 ولقد تسائلت كما تسائل الجميع مالفائدة من هذا المظهر إذا لم يسعني الدخول ولو بمبلغ رمزي فيه !! وعلى طريقة إبراز المستشفيات الخاصة أبرز لنا البرنامج اليوم إحدى أضخم المدارس الخاصة في منطقة جدة حتى تكون محطة نقل للتجربة اليابانية المتمثلة في ( الاعتناء بنظافة المدرسة ) ولقد استدعت هذه التجربة اليابانية حضور معالي وزير التربية برفقة صاحب أكبر شركة في المنطقة الغربية حتى يتسنى لطلابنا وضع الخطوة الأولى في طريق التقدم والنجاح والمتمثل في غسيل بلاط الفصول وتمسيح الماسات 0 لا أشكك في القيمة التربوية الرائعة التي غرستها هذه التجربة في نفوس أبنائنا وبناتنا ولكن ألم يخطر على معد البرنامج أن مدارسنا بحاجة لما هو أكبر من التمسيح !! سليم الحربي