هل تابعتم برنامج "خواطر 5" على قناة ال MBC مع المبدع أحمد الشقيري، إذا كانت الإجابة "نعم"، فسيكون معها أيضاً بالعامية جملة "تراك يا أحمد عقدتنا"!، فالبرنامج في ثوبه الجديد وبدقائقه القصيرة ولد في نفوسنا حالة من الاستمتاع بالأحلام الواقعية، ونحن نتابع يومياً لمحات مميزة لثقافة الشعب الياباني وتطوره في مجال الحياة الإنسانية وليس مجرد التقنية!. الأفلام التي سبق للكثير مشاهدتها عن الشعب الياباني كثيرة ومتعددة، ولكن التسلسل الفكري والنقدي الممزوج بالمواعظ والآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي مزجها طاقم برنامج "خواطر 5" أعطت رونقاً خاصاً في طريقة الإعجاب ومحاولة الاقتداء بالتجربة اليابانية الراقية في جميع مناحي حياتنا، في البيت والمدرسة والشارع، فالأسلوب الاحترافي في مخاطبة البرنامج لمشاهديه فيها ناحية تشويقية عالية، وممتعة في الوقت نفسه ومختصرة لمحاضرات وقصص وكلمات طويلة. قبل سنوات في لندن كان هناك يوم مفتوح لنا في المعهد الذي كنت أدرس فيه، نحن السعوديين قدمنا "الكبسة السعودية" كتعريف ببلدنا، أما زملاؤنا اليابانيين فأحضروا فيلماً عن تنظيف الطلاب الصغار لمدارسهم بعد نهاية اليوم الدراسي وطريقة تعاملهم مع مدرسيهم، طبعاً الفيلم لم يبهرنا وحدنا، فحتى الانجليز انبهروا، ولكن ليس كانبهارهم بالكبسة السعودية!. فمع كثرة الوعاظ والبرامج التوعوية على الفضائيات قلما تجد الأسلوب المتطور في مخاطبة الجيل الحالي من المشاهدين، فعلى سبيل المثال تجد بعض المشايخ تقليديين في إيصالهم للرسالة التي يريديون مخاطبة مشاهديهم بها، أما الشاب الشقيري فأسلوبه متطور ومبني على ثقافة دينية مناسبة لأبناء جيله، وأنا ومع أول جزء من "خواطر" قبل أربع سنوات تقريباً كتبت عن هذه التجربة بإيجابية وكنت من أوائل من تطرق لتجربة الشقيري وها نحن نشاهد نجاح البرنامج وطاقمه في مخاطبة المشاهدين بأسلوب أكثر من راق تلفزيويناً. الأمر المحير بالفعل والمثير للكثير من الاستفهامات أنه ورغم أننا من أكثر الدول التي تبتعث أبناءها للدراسة والتعلم خارجياً لدول متقدمة ومن ضمنها اليابان، إلا أننا رغم مرور عشرات السنين من هذه التجربة لم نستفد من أفكار مبتعثينا في تطوير الحياة الإنسانية لدينا، فهل الآخرون بشر مختلفون عن غيرهم، أم أن واقع حلقة طاش عن التربية والتعليم بالفعل وبكل أسف ومرارة يجسد واقعنا الحقيقي الذي لا يؤمن بالتغيير والتطور الإيجابي، وتكون عودة مبتعثينا فقط بتعلمهم لغة أخرى مع التزامهم بثقافتهم التقليدية التي تواكب المظهر الخارجي لمجتمعنا، مجرد تساؤل وبكل براءة؟!. رمضانيات "بيني وبينك 3" فيه جرعات كوميدية مدروسة ومتميزة ومعتمدة على أبطال العمل وبشكل احترافي، فكان راشد الشمراني وفايز المالكي وحسن عسيري نجوماً مميزين في هذا العام وسيكون لنا وقفة مع نجاحهم. الدراما الخليجية "غزل" وسكر وعربدة وسحر وشعوذة، في أفكار فقيرة ابتلينا بها للأسف مع إطلالة الشهر الكريم في كل عام، وفي النهاية يعتبر هؤلاء أنهم جريئون! مع الحزم القوي الذي بدأت تتخذه وزارة الإعلام الكويتية مؤخراً مع العديد من القنوات الفضائية الكويتية وبعض برامجها، أتمنى أن يكون لها تأثير على المسلسلات التي تنتج في الكويت، لأن الواقع الدرامي الخليجي محزن!.