ماذا تعني هذه العبارة الناصعة في مواجهة خطأ يرتكبه طبيب قد يودي بحياة مريض وضع ثقته الكاملة فيه . هل يستطيع ذلك الطبيب أن يقنع نفسه أولاً قبل إقناع الآخرين بتلك المبررات العلمية ؟ وإذا أفلت من مأزق العقاب هل تراه يفلت من مأزق الضمير الإنساني ... هل سيتقبل هذا الضمير تعليق القصور في جهاز من الأجهزة الطبية المعقدة أم للعقل الإنساني الذي يديرها ويعي معنى ( شرف المهنة ) . إن مهنة الطب رسالة إنسانية حانية تتطلب حساً مرهفاً ودقة بالغة ولا تحتمل أصغر الأخطاء . ... إنها رسالة إنسانية قبل أن تكون عملاً يرتزق منه أي إنسان أو يطمح من وراءه للثراء ووضع الوجاهة على حساب ضميرية المهنة أو شرفها. فلو كل مواطن تعرض ابنه أو قريبه إلى خطأ طبي في مستشفياتنا لضاقت بهم مكاتب اللجنة الطبية الشرعية من كثرة الأخطاء والممارسات الطبية الخاطئة لأسباب عدة منها الشهادات المزورة من أطباء تجاهلوا شرف المهنة ونسوا أن الطب أمانة . ما ينسحب على مهنة الطب ينسحب على بقية المهن الكبيرة والعظيمة فأمام شرف المهنة وأمانة الدور قد يتألم بعض معلمي المدرسة وبعض أساتذة الجامعات وكذلك بعض المسئولين عن العملية التعليمية للتقاعس الحاصل في العملية التربوية ويحملوا أنفسهم هذه النتيجة فيبد أو يبحثوا عن الخلل في أسلوب التعليم والتوجيه ولو بحثوا لوجدوا خلل في أنفسهم حيث صار البعض يبذل الغالي والنفيس من أجل الحصول على شهادات مزورة لا أساس لها من الصحة من أجل الحصول على المال والجاه والصعود على الكراسي بالوهم وبغير حق فالشهادات المزورة أصبحت موضة كل يوم نسمع عن شهادات طبية وتربوية تم شراؤها من دكاكين الوهم فالنتائج السلبية لهذه الممارسة الخاطئة والشكلية ندفعها نحن كمواطنين وتنعكس سلباً على مستقبل الأجيال . أيضاً ... لا أنسى الصحفيين والصحف الإلكترونية والمنتديات الإخبارية يقوم عليها صحفيون يعوّن جيداً معنى شرف المهنة وقدسية الدور يقفون بكل صلابة أمام الخطأ ... وأمام التقاعس والتعاطف ويحملوا أنفسهم دوراً كبيراً في ( صناعة الوعي ) عند القارئ .. وإذا ما أسقطوا من اعتبارهم عبارة ناصعة .. فمن السهل عليهم أن يخدعوا القارئ أن يراوغوه وينحرفوا بوعيه بالاتجاه الذي يريدونه والنتيجة بالطبع لا تقل فداحة عن خطأ الطبيب والتربوي . قبل أن أختتم مقالي لا أنسى أن اللجان المكلفة للنظر في قضايا المجتمع تندرج ضمن أصحاب المهن لأن عملهم أمانة ففي منطقة الجوف سمعنا عن قضية هدم أحد منازل المواطنين في مركز هدبان مما أجبره على السكن في خيمة بالعراء لولا تبرع أحد الأثرياء بالمنطقة له بالسكن . مما نتج عن ذلك محن نفسية واجتماعية وتردي وضعه في ظل ظروف ينقصها الاستقرار . الدولة أيدها الله بتوجيهات وحرص من خادم الحرمين الشريفين لم تدخر وسعاً في إيجاد سبل الراحة للمواطنين وتقديم الخدمات لهم من أجل راحتهم واستقرارهم لا تشريدهم . عمل لا نعرف له مبرر ولم يتم إيضاح أسباب الهدم من قبل اللجنة المسئولة حبذا لو تم ذلك حتى لا تندرج هذه اللجنة من ضمن بعض أصحاب المهن المفرغة من الضمير الإنساني . لو فكر كل فرد من أفراد المجتمع في جدوى الإحساس بأن ما نقوم به من عمل لا نقوم به لتحقيق مكتسبات الذات فقط بل لتحقيق السعادة للآخرين وعندها يصبح الكسب مضاعفاً وكبيرا في رصيد ضمائرنا . فهده بنت محمود الحسن * كاتبة تربوية