طالب عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالقادر الشيخلي، ب «تخصيص يوم في الأسبوع لمعالجة المرضى الفقراء الذين لا يملكون مالاً يدفعونه للطبيب»، مؤكداً ان «مجانية التشخيص للفقراء هي تعبير عن ضمير حي قل نظيره في عالم التكالب الشرس على المادة». ونبه الشيخلي، في ورقة عمل (حصلت «الحياة» عليها) سيشارك بها في مؤتمر الفقة الإسلامي الثاني في جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية، الذي تنطلق فعالياته اليوم (السبت)، إلى «ضرورة أن يفهم الطبيب ان مهنته تتقاطع جذرياً مع مهنة التجارة، فلا يكون همه الحصول على أكبر كمية من نقود المرضى لغرض تأسيس مستشفى خاص أو بناء قصر أو عمارة أو شراء سيارات فارهة، وإنما يكون سعيه التخفيف من معاناة المرضى وتحسين صحتهم، مع الحصول على أجور مناسبة وعادلة». ودعا إلى أن «يعزز الطبيب الجانب الإنساني من المهنة عن طريق: خدمة المريض والرفق به والعمل على شفائه، إذ ان انهماكه في عمله المهني الذي يتضمن الفحص ثم استلام الأتعاب المالية لقاء هذه الخدمة، يجب ألا يؤدي إلى تَآكُل في ذاكرته أو في ضميره، فيتذكر أن مهنته هي المهنة الإنسانية الأولى بين مهن البشر». وشدد على «ضرورة أن ينأى الطبيب عن كل فعل يضعه تحت طائلة أحكام الشرع أو قواعد القوانين والأنظمة، كإجهاض الحامل، أو إعطاء شهادة خلاف الحقيقة عن ميت تحت التعذيب، أو إجراء التجارب الطبية على البشر، أو إفشاء سر المريض إلا لأسباب شرعية أو نظامية». وقال الشيخلي، إن الطبيب قد يخطئ في عمله خطأ يسيراً أو عادياً «وهذا ما يمكن التسامح معه، لان من لا يعمل لا يخطئ، بيد أن دقة العمل الطبي لا تجيز ارتكاب خطأ جسيم يرتب مسؤولية على الطبيب مدنية وجنائية وتأديبية». وطالب الجهات المشرفة على مهنة الطب (وزارة الصحة أو جمعية أو نقابة الأطباء) «بالحفاظ على سمعة هذه المهنة النبيلة وذلك باستبعاد الطبيب الذي يلوث سمعتها أو يشين كرامتها»، داعياً إلى «سن ميثاق شرف لآداب مهنة الطب من رجال في الفقه والطب والأنظمة، وذلك لكي يلتزم به الطبيب عند مباشرته رسمياً مهام عمله المهني». وأوضح عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام، أن «لكل مهنة واجبات، وحقوقاً، ومحظورات، وأهدافاً محددة، وواجبات مهنة الطب تتمحور بتخليص المريض من آلامه وأوجاعه وعلله، والعمل الدؤوب على تحسين صحته البدنية والنفسية والعقلية»، مشيراً إلى أن «مهنة الطب مهنة إنسانية بامتياز، إذ انها تتضمن قيمة الرحمة والشفقة»، منبهاً إلى أنه «سواء كان الطبيب موظفاً حكومياً أو يعمل لحسابه الخاص، فهو مطالب بالتعامل مع المريض معاملة رقيقة وطيبة». وأبان أن «التزامات الطبيب تختلف أثناء الاستقبال، وتلك التي تجري أثناء الفحص والتشخيص، والثالثة بعد العلاج أو بعد الجراحة، والمهم في كل مرحلة أداء العمل بدقة أمانة وشرف».